توجّه المدير العامّ ل​قوى الأمن الداخلي​ ​اللواء عماد عثمان​، بأمر عام في مناسبة ذكرى تأسيس قوى الأمن الستّين بعد المئة، لرجال الأمن (ضباطاً، رتباءً، أفراداً، إناثاً وذكوراً)، قائلًا: "في ذكرى تأسيس مؤسستكم التي نفتخر جميعاً بشرف الانتماء اليها، في عيد ​قوى الامن الداخلي​ الـ 160، تشاء الأقدار أن يحل العيد هذا العام، في أوقات حسّاسة وحرجة على كلّ الصعد، فالأزمات تتلاحق، وتداعياتها لا تفرّق بين ​لبنان​ي وآخر. و​الوضع الاقتصادي​ بات عاجزاً بالنسبة إلى الأعوام السابقة، في ظل سجال سياسي يعيق انتاج سلطة قادرة على الحد من الانهيار المتمادي في قيمة العملة الوطنية الذي يرتدّ سلبًا على كلّ القطاعات، ولا سيّما القطاع المعيشي والاستشفائي.".

وأضاف: "يا ابطال قوى الأمن الداخلي، هذه المرحلة تثبت انكم ابطالاً بالفعل، فنحن لسنا ممّن يستسلم في مثل هذه الظروف القاسية، ولا غيرها، على الرغم من تأثّرنا على نحو مباشر بها، ومن يراهن على هذه الورقة لضرب منظومة الأمن في لبنان فهو خاسر، لقد تدرّبنا وتحضّرنا، وعانينا أقسى الظروف، وأقسمنا على خدمة هذا الوطن والمواطنين إلى آخر رمق فينا، والحمد لله، أنتم أثبتّم على مدى هذه المرحلة الأخيرة الصعبة، أنّكم خير من يُتّكل عليه، في أوضاع استثنائية، كانت لتضرب ما تبقّى من لبنان، لولا شدّة عزيمتكم، وصلابة مواقفكم، وقوّة إيمانكم بمسؤوليّتكم، وبما أوكل إليكم تُجاه الوطن والمواطن".

وتابع عثمان : "يا رفاق ​السلاح​، نحن نواكب يومياً كل ما تواجهونه في الشؤون المعيشية، خاصّة بالنسبة إلى المسائل الحياتية الأساسية والضرورية، كلوازم الأطفال الغذائية والاستشفائية، ونفقات التعليم والأقساط على أنواعها، وغير ذلك ممّا يدخل في مسؤوليّاتكم شبّانًا وشابّات وأرباب أسرة، تتطلّعون إلى مستقبل واعد، وإنّما ما نعيشه اليوم هو حالة عابرة، فلا بدّ من أن نتكاتف ونتضامن لاجتيازها، من دون أن نساوم على واجباتنا، ومن دون أن تخلّ صورة رجل الأمن في نظر الناس، ولا أن تقلّ هيبته، ولا أن تتزعزع مكانته التي تُشكّل حجر الزاوية في بناء أمن المجتمع، فخدمتنا مقدّسة، وأنتم أكّدتم، على مدى هذه الظروف، أن لا مساومة على حفظ الأمن والنظام، ولا على حماية الحرّيات، ولا عن الدفاع عن أمن الناس".

ودعا العناصر الى "أن تكونوا واعين إلى هذه المرحلة المضطربة، خاصّة بعد أن قامت هذه المؤسسة بأخذ دورها الفعال في الامن الداخلي، وباتت حاجة الوطن والمواطنين إليها اليوم، هي أكثر من أي وقت مضى لأن المخاطر تضاعفت واحتمال قيام ​السرقات​ والتعديات على الأملاك العامة والخاصة زاد، ناهيك عن مخالفة القوانين والتجاوزات التي تحصل كلّ يوم، وفي كلّ المناطق اللبنانية من دون استثناء، والدوافع قد تختلف بين فردية وجماعية. إضافة إلى أنّ استغلال المجرمين والعصابات وتجّار المخدّرات والخلايا الإرهابيّة، في هذه الظروف غير خافٍ، وتأثيرهم بالشّباب في ظلّ هذه الأوضاع بات أمرًا مستساغاً لدى بعض اصحاب النفوس الضعيفة، إنّما نحن دائماً جاهزون لأيّ طارئ، ولصدّ أيّ اعتداء أو مخالفة، وهذا بفضل التقدم الذي دأبنا على الوصول إليه من ناحية التدريب والحرفية، وفعّاليّة العتاد والتقنية اللازمة التي نستبق فيها مرتكبي الجرائم، ونكتشفهم، ونواجه فيها الخارجين عن القانون، وحتّى الجرائم العابرة للحدود. وكما تعلمون أنّ تنسيقنا مع المؤسسات العسكرية والأمنية الأخرى، على أرض الواقع، هو دائم وفعّال".

واستطرد: "يا عناصر قوى الامن الداخلي، إن لشهداؤنا الذين علمونا كيف تكون التضحية الى اقصى الحدود، لهم منا تحية اجلال واكبار في هذه المناسبة، والوعد بأن نكمل مسيرة التضحية بما تتطلبه الخدمة، وما توجبه رعاية الحقوق والحريات، وما يقتضيه حفظ الامن والنظام، أوصيكم، وأعلم أنّ ضمائركم مرتاحة، ونفوسكم أبيّة وعصيّة على الانكسار، أوصيكم أن تكونوا حكماء في هذه المرحلة الحسّاسة، وأن تتصبّروا وتتحمّلوا هذه الموجة العابرة، وسنكون جميعًا يدًا واحدة، بما أوتينا من قدرات، لعبور هذا النفق، ونثبت للتاريخ، كما نحن الآن، أنّ الأزمات مهما اشتدّت علينا، فإنّ الأمن خطّ أحمر، ورجال قوى الأمن الداخلي هم صورة الوطن و​السلام​، و​القيمة المضافة​ التي تصبغ المجتمع بصبغة الأمن الحضاريّ، ما دمتم من الناس، تعيشون ما يعيشونه من أوجاع، ويصيبكم ما يصيبهم من شقاء، وتتأثّرون بما يتأثّرونه من أزمات (حتماً انه الانتماء)".

وأكد أنني "اقوم بواجبي تجاهكم ولا أدع جهداً إلا وابذله في سبيل تأمين العيش الكريم لعائلاتكم في ظل هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحرجة"، داعياً إلى "كسب الرهان الاستثنائي الذي نواجهه، وهو احتواء الوضع غير المسبوق، والسلاح الأمضى الذي نملكه، هو محبّة الناس لنا، وثقتهم الكبيرة بنا، وأملهم العميق بأنّنا لم ولن نخذلهم مهما عظمت الشدائد فالأمن أمانة، وأنّنا العصب القويّ الذي يراهنون عليه، في مسألة أمنهم الذي هو حقّ لهم في هذا والوطن الغالي وسنبقى على قدر المسؤولية".