دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ميمونة ​محمد شريف​ خلال زيارتها الرسمية الأولى إلى لبنان، إلى "ضرورة إعادة النظر في النطاق الحضري الشامل لمدينة ​بيروت​ وكافة المدن اللبنانية".

وأشار البرنامج في بيان، الى أن شريف "جالت خلال زيارتها إلى لبنان من 10 إلى 16 الحالي، على المشاريع التي نفذها وينفذها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان، بما في ذلك تلك الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت. والتقت عددا كبيرا من الشركاء والجهات المانحة لحثهم على دعم هذه الجهود. وهدفت زيارتها إلى الدعوة إلى ضرورة دمج الديناميكيات الحضرية في الإستجابة للأزمات وجهود التعافي، لا سيما لدعم الشعب اللبناني، خلال هذه الأوقات غير المسبوقة".

ولفت الى أن "التقرير حول ملف مدينة بيروت والذي تم إطلاقه خلال زيارتها، يعتبر من المراجع الأساسية المبنية على أدلة ملموسة لإعادة الإعمار الشامل لعاصمة لبنان".

وأكد أن "الحاجة إلى الإستمرار في حشد المجتمع الدولي للحفاظ على دعمه ومشاركته في مساعدة لبنان أمر بالغ الأهمية، وبحسب شريف "ليس فقط لضمان استعادة قلب لبنان عافيته، بل ولمساعدة الناس - سواء من اللبنانيين أو اللاجئين أو المهاجرين - القاطنين في جميع أنحاء البلاد، للتغلب على الأزمات القاسية والمتعددة والمستمرة".

وشددت شريف خلال لقاءاتها مع المسؤولين الرسميين، على "أهمية الدعم الفوري وضرورة التوسع لتعزيز قدرات المؤسسات والسلطات المحلية في لبنان وذلك لأهمية الدور الذي تؤديه في خط المواجهة في الإستجابة لإحتياجات الناس. كما حثت أصحاب المصلحة، الوطنيين والمحليين، العاملين في مجال التنمية الحضرية، على وضع خطة للاسكان الملائم والميسور التكلفة في قلب جهود الإنعاش الحالية والمستقبلية في جميع أنحاء لبنان. إذ أن قطاع الإسكان قد تأثر بشكل كبير من الأوضاع المتردية في البلاد بسبب الأزمات المتعددة. مما جعل الآلاف - بمن فيهم اللبنانيون والمهاجرون واللاجئون - في خطر متزايد من التعرض إلى الإخلاء، بل وأكثر عرضة لخطر خفض مستوى معيشتهم المتدنية أصلا".

وذكر البيان أن "زيارة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى لبنان تأتي بعد زيارة قامت بها إلى العراق. في الوقت الذي يواجه فيه البلدان تحديات معقدة، هناك بعض أوجه التشابه التي يمكن تبنيها من حيث الإستجابة والتعافي في البلدين لضمان أن الجهود المبذولة تلبي إحتياجات الشعب، كما قال الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشري للدول العربية الدكتور عرفان علي".

وأوضح البيان أنه "لدعم قاعدة الأدلة الملموسة لتعافي مدينة بيروت، أطلقت السيدة شريف تقرير ملف مدينة بيروت الذي أعده برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والذي يقدم تحليلا للقطاعات عبر المجال الحضري للعاصمة بيروت، بما في ذلك التحديات الرئيسية. كما يقدم التقرير توصيات شاملة تركز على الناس وترسم الطريق إلى الأمام، من خلال حلول فورية ومتوسطة وطويلة الأجل نحو تعافي أخضر وشامل للمدينة - على مستوى المدينة والحي والمستوى الوطني".

وأشار الى أن "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يتابع استعداده لدعم الشعب اللبناني والسلطات المحلية تقنيا وعمليا، من أجل تنفيذ الإصلاحات المستقبلية التي لها تأثير حضري. وفي الوقت نفسه يستمر دعم السلطات والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء لبنان من خلال التدخلات الحضرية المستهدفة، كالعمل على إعادة تأهيل المركز الوطني لفيروس نقص المناعة البشرية والسل الذي تضرر جراء انفجار مرفأ بيروت ومشروع التطوير الحضري متعدد القطاعات في ميناء طرابلس، والذي تم افتتاحه خلال زيارة السيدة شريف. كما قالت السيدة تينا كريستيانسن، رئيسة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان".