لفت رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في ​البقاع​ ​ابراهيم ترشيشي​، إلى أنّ "الارتفاع الأكبر في أسعار السلع الغذائيّة لعلّه سيكون في أسعار المنتجات الزراعيّة المحليّة، إذ تشكّل تكلفة ​المحروقات​ 20 في المئة من التكلفة الإنتاجيّة في هذا القطاع، ولا سيّما في ظلّ غياب ​كهرباء​ الدولة والاعتماد بشكل شبه كامل على ​المولدات​ الّتي تعمل على ​المازوت​؛ هذا فضلًا عن تكلفة نقل هذه المنتوجات الّتي تضاعفت".

وأشار، في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "الهمّ الأكبر للمزارع ليس سعر المازوت الجديد الّذي حدّدته الدولة، بل توافره بهذا السعر، فقبل جدول الأسعار الجديد كانت تُباع صفيحة المازوت في السوق السوداء بسعر يصل إلى حدود الـ60 ألف ليرة لبنانيّة، أي أكثر حتّى من السعر الجديد، واليوم وبعد رفعها رسميًّا، باتت تباع في السوق السوداء بـ90 ألفًا".

وأكّد ترشيشي أنّ "بغضّ النظر حتّى عن المحروقات، وما دام ​الدولار​ غير مستقر ويتّجه نحو الارتفاع، سترتفع أسعار الخضار و​الفواكه​، وذلك لسبب بسيط جدًّا وهو أنّ أزمة الدولار أسهمت بتراجع الإنتاج، لأنّ عددًا كبيرًا من المزارعين لم يعد يستطيع تحمّل تكلفة الإنتاج؛ وبالتالي تراجع العرض أمام الطلب".

ورأى أنّ "كلّ الحلول الّتي تعتمدها الدولة في موضوع الدعم لن تصل إلى نتيجة، فلا المزارع قادر على تحمّل تكلفة الإنتاج، ولا المستهلك قادر على تحمّلها، والحل يجب أن يكون عبر دعم القطاعات الإنتاجيّة ومكافحة تهريب المحروقات وتخزينها".