كشفت مصادر دبلوماسيّة لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال ​حسان دياب​ أمس، قوبلت بامتعاض دبلوماسيّين ووزراء كانوا حاضرين في الاجتماع في السراي الحكومي، بعدما رمى مسؤوليّة الوضع في ​لبنان​ على ​المجتمع الدولي​".

وأشارت إلى أنّ "السفراء أَجمعوا على أنّ لبنان يعني لبلادهم الكثير، وكانت هناك لغة مشتركة بينهم أنّهم لم يقصّروا في فعل أيّ شيء لمنع الانهيار، في مقابل عدم قيام لبنان بأيّ خطوات إصلاحيّة ولا مفاوضات مع "​صندوق النقد الدولي​" والإصلاح المالي والإداري، كما تطرّقوا إلى عدم تسديد لبنان الديون السياديّة بالعملة الأجنبيّة (يوروبوندز)".

ولفتت المصادر إلى أنّ "السفيرة الأميركية في لبنان ​دوروثي شيا​، بدأت الكلام ردًّا على كلمة دياب، وحمّلت حكومته المسؤوليّة، قائلةً: "إنّنا لا ننتظر من أحد أن يطلب منّا المساعدة، كوننا نساعد الجيش والمجتمع المدني ونزيد مساهماتنا في تلك التقديمات"، مبيّنةً أنّ "شيا قالت إنّ الحكومة تتحمّل مسؤوليّة لجهة أنّها لم تساعد نفسها، ولم تنفّذ البرنامج الإصلاحي، كما أنّ السلطة السياسيّة لم تشكل حكومة، مؤكّدةً موقف بلادها الداعي إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت".

وذكرت أنّ "السفيرة الفرنسيّة ​آن غريو​، استفاضت بالردّ أيضًا، وشدّدت على أنّ السلطة اللبنانية لم تساعد نفسها، لافتةً إلى أنّ الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ زار لبنان بعد ​انفجار مرفأ بيروت​، ومدّ يد المساعدة ووضع خريطة طريق للالتزام بها، لكن لم يؤخذ بها، وكان هناك التزام بالأقوال لا بالأفعال، حيث لم تنفّذ الحكومة الخطوات الإصلاحيّة لجهة تشكيل الهيئات الناظمة وغيرها، كما لم تقفل الحدود أمام التهريب الّذي يستنزف الدعم حسبما يقول اللبنانيّون أنفسهم. في المقابل، لم يقصّر المجتمع الدولي بتاتًا".

وأوضحت أنّ "السفيرة أشارت أيضًا إلى أنّ بلادها دعمت منظّمات المجتمع المدني وقدّمت المساعدات الإنسانيّة والطبيّة والتربويّة، وراهنت على المجتمع المدني بسبب الفساد المستشري. وقالت إنّ المسؤوليّة تقع على الطبقة السياسيّة، ومع أنّه يجب أن تكون هناك حكومة فاعلة، لكن ذلك لا يمنع أن تضطلع الحكومة المستقيلة بمسؤوليّاتها".

كما ركّزت المصادر على أنّ "القائم بأعمال السفارة البريطانية مارتن لونغدين، كان عنيفًا في الرد، كذلك سفير الاتحاد الأوروبي ​رالف طراف​، الّذي طلب ألّا تُرمى المسؤوليّة على المجتمع الدولي الّذي لم يقصّر، وسأل: "هل نحن مسؤولون عن انهيار البلد وتزايد العائلات الّتي انحدرت إلى ما دون خط الفقر؟ وماذا عن وقف التهريب والخطط الإصلاحيّة؟".

وأفادت بأنّ "السفير الكويتي في لبنان ​عبد العال القناعي​، أكّد أنّ الدول العربية لم تقصّر في حق لبنان، لافتًا إلى أنّ بلاده دعمت مشاريع يموّلها الصندوق الكويتي والصندوق الإسلامي، كما ذكّر بأنّ الكويت عرضت المساعدة لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء وهو ما قوبل بعدم التجاوب، مشدّدًا على أنّ بلاده مع الإصلاح وتدعم تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد".