أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ في حديث لصحيفة "السهم" ان "نظامنا الإقتصادي المالي مفلس عدا عن الفساد والهدر. عملياً إنهارت الدولة ولا يوجد أي خلية أزمة". وسأل "أصلاً من يقبل أن يحاور من؟ وأوضح انه "لا أريد أن أكون موجوداً في حكومة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ ليس لأسباب شخصية لأنه بالمنطق هل يدخل أحد إلى ما لا يملك فيه شيئاً ليتبهدل؟"..

وردا على سؤال حول حقيق الصورة الحكومية، قال: لا أعرف، ما أعرفه أننا نسمع منذ زمن ومن كثر أن الحريري اتخذ قراره بالإعتذار، نسمعها من أشخاص لديهم ما يكفي من الإطلاع والمعرفة المباشرة، ونقول لماذا عليه أن يعتذر، ما الذي يمكننا أن نقوم به كي لا يفعل، لم نقم باختياره لكننا لا نريده أن يعتذر".وسأل "ما هي مصلحة ​الرئيس ميشال عون​ بأن يبقى عهده بدون حكومة في حين أن البلاد تنهار؟". وشدد على اننا "نريد حكومة مع غير الحريري، قلناها بصوت عالٍ حين لم نُسمّه، وهل نخجل؟ لكن حين تمت تسمية الحريري بأكثرية نيابية بات هو رئيس الحكومة المكلف وماذا يمكننا أن نفعل؟".

وسأل "لماذا يريد الحريري أن يهرب اليوم من المسؤولية من بعد أن طيرنا ثلاثة رؤساء حكومة، اتفقنا معه عليهم وطيّرهم، محمد الصفدي ورياض طبارة وسمير الخطيب ومن ثم بمبادرة فرنسية صار هناك إتفاق على أن تكون حكومة برئيسها وأعضائها من غير السياسيين والإختصاصيين، فكان مصطفى أديب وطيّره الحريري، هل من يشك بأنه لم يكن هو وراء ذلك؟ رحل مصطفى أديب فرفع الحريري الصوت بأن الحكومة من حقّه، لم نؤيده ولكن تم إختياره، دستورنا أهم من ​المبادرة الفرنسية​ فهو يحكمنا، وبات لدينا رئيس حكومة رغماً عن إرادتنا تم إختياره ولا يمكننا أن نزيله بالدستور". وشدد على ان "الأولوية لدينا اليوم ألا يعتذر الحريري ويؤلف حكومة، لأنه اليوم مكلف ولأن تسعة أشهر من الوقت هدرت معه ولأن لا سبب لديه كي لا يفعل، كل ما اخترع من أسباب لعدم التأليف، تم تذليلها".

وعو وجود أسماء بدلية للحريري، قال: "لا علاقة لنا بهذا الموضوع لأننا لا نزال نفكر بكل ما يمكن أن يذلل المشاكل أمام الحريري للتأليف لأنه من الواضح أن لديه مشاكل خارجية ومشاكل خاصة به والدليل هو آداءه وغيابه عن البلد، أنا أمضي أيامي وأشهري وأسابيعي هنا، هناك في المقابل من يمضي وقته في الخارج، ما يعني أن لديه أشياء أخرى يهتم لها، كل ما نستطيع فعله داخلياً ذللناه، مما قلته وبزيادة منها مسألة الوزيرين وكي لا يكون هناك أي كلام من أنهما محتسبين على رئيس الجمهورية".

ورفض باسيل حكومة حكومة الإنتخابات بحال اعتذر، قائلا: " أؤيد حكومة تكون أول مهمة لديها هي وقف إنهيار البلاد، لا أولوية تعلو فوق ذلك، قد تشمل مهام هذه الحكومة تنظيم الإنتخابات، لا بأس بذلك، الإنتخابات عمل روتيني، لا شيء يدعى حكومة إنتخابات، هذه يتم تأليفها قبل شهرين من الإنتخابات، لا نعطل البلاد عشرة أشهر"، متهما البعض بأنه "يريد تمرير وحرق الوقت، وإشعال العهد على أمل خراب البلاد ومن بعدها نرى ماذا نفعل. هناك من يريد حل مشكلة المحروقات والدواء والأفران، ويعمل على ذلك وهناك من يتفرّج ويؤزم المشكلات، واضحة. الكذب على الناس مجاني".

ورأى أن الحديث عن ​الانتخابات الرئاسية​ مضيعة للوقت "لأن البلد ينهار والناس فقدت كامل أموالها والمواد الأساسية ونتحدث إليهم عن رئاسة الجمهورية؟ من يفكر بالموضوع اليوم. عام وبضعة أشهر تفصلنا عن الأمر، خلال عام إما نرتب البلاد ونخرج من أزمتنا أو نغرق زيادة، وهناك إنتخابات نيابية تسبقها. هل من عاقل يربط رئاسة الجمهورية بالحكومة اليوم؟".

وكشف أنه عرض على رئيس حزب القوات ​سمير جعجع​ خلال اتفاق معراب بأن من يأتي بأكبر تمثيل شعبي يكون هو رئيس جمهورية، و"هو لم يوافق، عرضت عليه ذلك ورفض. سألته لم ترفض ومن قال لك بأنني أنا سأكون الأقوى شعبياً كيف تعرف ما الذي تحمله الأيام. رفض". وأضاف "إذا وافق اليوم فهذه خطوة يمكن أن تدرس من ضمن مجموعة أشياء وأن نخرج باتفاق مسيحي في بكركي". وجزم بأنه يسير بأي فكرة تؤدي إلى إستقرار سياسي و"لكي تتوقف الناس عن المقاتلة على رئاسة الجمهورية، يحق للناس أن تتقاتل على رئاسة الجمهورية ديمقراطياً لكن أن نفتح معركة رئاسة الجمهورية معي منذ اليوم الأول الذي انتخب فيه ميشال عون رئيساً، ما هذا المنطق؟".

وعن حظوظه بالرئاسة بعد العقوبات، اعتبر ان "الأمر معيب بالنسبة لي على المستوى الشخصي واليوم أكثر بكثير في ظل وجع الناس وتحقير البلاد، من المعيب أن نتحدث بهذا الموضوع أتكلم من منطق سياسي وليس فقط أخلاقياً، لا مكان لهذا الكلام الآن".

وعن حلفه مع ​حزب الله​، قال: "لا زلت أجد أن أذى العقوبات علي أقل بكثير بكثير من الأذى الذي كان سيطال لبنان وسيطالنا لو نفذنا الإرادة الخارجية بكسر هذا التفاهم مع حزب الله. لست أخدم ​إيران​ بالتفاهم مع حزب الله ولا يهمني أن أخدم حزب الله، همي أن أخدم الكيان اللبناني الذي نريد فيه الحرية والتنوع والوجود المسيحي الحر والوجود الإسلامي والمنفتح، هذا اللبنان سيذهب إذا سرنا بصفقة القرن وقبلنا بالمشروع الإسرائيلي في المنطقة وقبلنا بتوطين الفلسطينيين. هذا الأمر الكبير الذي لأجله أقبل بأن أضحي وأخسر وأنا أعرف أننا نخسر من رصيدنا الشعبي والسياسي في هذا الموضوع لأن الناس لديهم نقمة وإتهام كبير يطالنا وجاءتني فرصة أن أقبل عرضاً يحقق لي نجومية سياسية والأكيد أنني حينها لو وزنت مصلحتي لوجدت أنها هناك، لكنني لم آخذها".

وأكد انه لن يسكت عن موضوع العقوبات، وقال: أكرر وأتحدى وستثبت الأيام أن لا ملف بني عليه هذا الموضوع سوى الموضوع السياسي وهو علاقتي بحزب الله والبرهان أنه حين تواصل معي الأميركيون على مختلف المستويات، لم يلفظ أحدهم كلمة فساد، كان كل الحديث حول قطع علاقتي مع حزب الله".