ذكرت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ "الجمهورية" انّه "من المبكر اطلاق أحكام الآن على ما سيكون عليه مصير التأليف الحكومي، في ضوء المواقف التي صدرت عن الكتل النيابية وغيرها. فأمس واول من امس كان هناك نيات طيبة وكلام مسؤول، لكن في ضوء عِبَر الماضي وما حصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ينبغي الحذر، وإن كانت الاوضاع هذه المرة مختلفة بظروفها ومعطياتها ووقائعها، بمعنى انّ رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ليس الحريري، وانّ واقع لبنان واولوياته ليست كما كانت قبل 9 اشهر، وكذلك فأنّ واقع الولايات المتحدة الاميركية ليس كما كان قبل بضعة اشهر، حيث هي الآن تفاوض على جبهة أكثر من ازمة اقليمية. ولذلك، فإنّ الحسابات في شأن التأليف الحكومي تأخذ الآن منحىً آخر، ما يطرح سؤالين اساسيين:

- الاول، هل انّ كلمة السر التي يمثلها ميقاتي، هي ربط النزاع وإعادة لملمة سريعة للوضع بعد الدرك الاسفل الذي وصل اليه، واستدراك من الاميركي والفرنسي للظروف التي وصل اليها لبنان، وبالتالي لم يعد في إمكانهما الاستمرار بهذا المسار؟

- الثاني، هل انّ تكليف ميقاتي وهذا التسهيل الذي يبديه الجميع هو لعبة مناورة تحكمها اللحظة الضاغطة لتعود الامور بعد قليل الى منحى سلبي، وتقطع الطريق على الرجل، فيكون تكليفه واعتذاره جزءاً من مسار الانفجار النهائي الذي يُحضّر له، ليكون 4 آب هو اللحظة التي يراهنون عليها كالعام 2005 ام لا؟ أم يكون تكليف ميقاتي قطع الطريق على ما يُحضّر في 4 آب، وبالتالي يكون الاميركي قد تراجع خطوة الى الوراء وكذلك ايران وحزب الله، فيكون التفاؤل المشاع في هذه الحال حقيقياً؟ وتخلص المصادر من هذين السؤالين الى التأكيد انّ الاسبوع الأول بعد التكليف سيكون كفيلاً بكشف وجهة الأحداث لجهة اي من المسارين تتجّه.