يعدّ التعايش المسيحي-الإسلامي واحداً من الأمور التي ميّزت القرى اللبنانية وخصوصاً ​الجنوب​ية التي طغى عليها العيش المشترك، وبلدة ​الكفور​ الجنوبية واحدة من تلك البلدات التي يزورها راعي أبرشية صور المارونية المطران شربل عبد الله في زيارة هي الأولى بعد توليه سدّة الاسقفية بهدف دعوة المسيحيين في البلدة الى التشبث بأرضهم.

المطران شربل عبد الله شخصية قريبة من الناس ومنزل أهله يشبه بيوتنا المتواضعة لناحية طريقة الحياة. بهذه الكلمات يصف الأب جورج قليعاني المطران، مشيرا عبر "النشرة" الى أن "هذه الزيارة تأتي في اطار مسيرة وقوف الكنيسة بجانب أهالي البلدة، إذ هناك مساعدات وأدوية قدمت وحصلت عملية ترميم الكنيستين ووصلت الى حدّ شراء عقارات"، لافتا الى أن "المطران عبد الله على خطى مار بولس قرّر هو أن يذهب بإتجاه الرعية". بدوره خادم رعيّة البلدة الاب ​يوسف سمعان​ فيشير الى أن "هذه الزيارة ذات أهمية كبيرة والأسقف هو أب وعلاقة الأهل بأولادهم تكون وطيدة وهو سيحضر ليعطينا الأمل بالاستمرار".

يشير الأب سمعان الى أن "الكفور رعية مختلطة عاشت من منتصف سبعينيات القرن الماضي هجرة داخليّة لأسباب عدةّ منها اقتصاديّة، ونزح البعض من أهالي المنطقة المسيحيين الى بيروت ومنعت ظروف الحرب العديد منهم من العودة"، شارحاً أن "هناك 125 مسيحي يسكن حاليًّا بشكل دائم الكفور من أصل 1900، والقسم الاكبر موجود في بيروت وضواحيها فيما جزء منهم هاجر الى الخارج". أما الأب جورج قليعاني فيلفت الى أن "الكفور هي واحدة من 27 بلدة محيطة وترتكز على التعايش الاسلامي المسيحي"، مضيفا: "ورث أهالي الكفور عن أجدادهم أمراً مميزا وهي أن الكنيسة متواجدة بجانب الجامع، كما أنّ البلدة قدّمت "شهداء" من المسيحيين والمسلمين".

"العودة الى الرعية هو الشغل الشاغل لنا". هذا ما يؤكده الخوري يوسف سمعان، مشيرا الى وجود "تواصل معهم وانشأنا جميعة هي جمعية ​سيدة النجاة​ لتحفيزهم على العودة وسعي مستمرّ مع أهالي القرية كلما سمحت الظروف، وذلك حتى لا يكون هناك قطيعة". بدوره الاب جورج قليعاني يشدد على أن "انخراط عنصر الشباب هام في نشاطات البلدة، وان تقوم هذه زيارة راعي أبرشية صور المارونيّة بالتوعية على الانتماء للبلدة".

تحتاج الكفور وسواها من القرى المجاورة الى مثل الزيارة التي سيقوم بها المطران شربل عبد الله، على أمل أن تكون بداية تأسيس لمرحلة جديدة لأبناء الرعيّة في قضاء النبطيّة ومنطقة الجنوب قاطبة، لتصبح لولب التعايش المشترك بين الطوائف اجتماعيًّا ومعنويًّا وروحيًّا.