أكدت مصادر فلسطينية لـ"​النشرة​"، ان العلاقة بين بعض ​القوى الفلسطينية​ و"​الاونروا​" في ​لبنان​ تشهد توترا كبيرا بعد مرحلة من المدّ والجزر، ولم تخلُ بين الحين والاخر بين هدوء وتصعيد، حيث منعت حركة "حماس" الادارة من اجراء احصاء كانت تنوي القيام به يوم الخميس المنصرم في مدرسة "الشهداء" عند المدخل الغربي ل​مخيم عين الحلوة​، بهدف التأكد من هوية ووجود الذين قاموا بتسجيل اسمائهم في المنصة الالكترونية الخاصة بها للحصول على المساعدة المالية بقيمة 40 دولار اميركي عن كل فرد في العائلة من عمر صفر حتى 18 عاما، وقد اوقفته استجابة لذلك.

وأبلغ ممثل حركة "حماس" في لبنان الدكتور ​أحمد عبد الهادي​، المسؤولة في الوكالة بضرورة وقف الاحصاء فورا، مطالبا بأن تشمل المساعدة المالية كل أبناء ​الشعب الفلسطيني​ في لبنان ودوريا، في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية اللبنانية وانعكاساتها سلبا على المخيمات التي ارتفعت حالات الفقر المدقع والبطالة فيها بشكل لافت.

واثار قرار "حماس" جدلا في الاوساط الفلسطينية وخاصة داخل "هيئة العمل المشترك" الفلسطيني، وجرت اتصالات لتوضيح خلفياته، في وقت قررت "حماس" المضي قدما في تصعيد التحركات الاحتجاجية ضد "الاونروا" حتى الاستجابة لاعلان خطة طوارئ صحية واغاثية تخفف من معاناة اللاجئين المتروكين لمصيرهم، في ظل تقصير الادارة في تلبية الحد الادنى من احتياجاتهم للعيش بكرامة.

وعلمت "النشرة"، ان لقاء ثلاثيا سيعقد برعاية رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني الوزير السابق الدكتور ​حسن منيمنة​ بين وفد مصغر من "هيئة العمل المشترك" الفلسطيني في لبنان ومدير العام لـ"الاونروا" في لبنان ​كلاوديو كوردوني​ (الذي عاد من اجازته خارج لبنان) وحضور منيمنة، وذلك قبل ظهر اليوم (الاثنين) في السراي الحكومي، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين من جهة، وحث "الاونروا" على تحمل مسؤولياتها كاملة وبذل المزيد من الجهود لتحسين كافة الخدمات لمجتمع اللاجئين من جهة ثانية، وتاليا التوصل الى توافق حول خطة عمل في المرحلة المقبلة.

ووفق أوساط فلسطينية، فان اللقاء سعى اليه منيمنة قبل التطور الاخير بوقف الاحصاء، على خلفية لقائه مع وفد فلسطيني الاسبوع المنصرم ضم ممثلين عن فصائل "​منظمة التحرير الفلسطينية​" و"تحالف القوى الفلسطيني" و"انصار الله"، حيث شكا اليه لا مبالاة "الاونروا" وتقصيرها والاستغراب من قرارها بتوزيع مساعدات مالية محدودة جدا وعلى فئة عمرية محددة دون باقي اللاجئين، علما انها لم تقم منذ بدء الازمة اللبنانية و​جائحة كورونا​" الا مرة واحدة بتوزيع مساعدة ماليّة دون ان تلتزم بأيّ خطة طوارئ صحّية أو اغاثية رغم المطالبة المتكررة من القوى السياسية وأبناء المخيمات.

وتطالب القوى السياسية و"​اللجان الشعبية الفلسطينية​" "الاونروا" بتأمين موازنة سنوية ثابتة تراعي توفير كافة متطلبات الحياة والمستجدات الإقتصادية المتسارعة. البدء وبشكل فوري توزيع مساعدات عاجلة وقيّمة وبشكل شهري، وأن تشمل المساعدات كافه الشرائح الفلسطينية في لبنان. رفع قيمة المبالغ المالية التي تقدم وزيادة عدد المستفيدين من برنامج حالات العسر الشديد. تغطية فاتورة الإستشفاء بشكل كامل نظراً لإرتفاع سعر الدولار وتدني سعر صرف الليرة اللبنانية. الاستمرار بتأمين الإستحقاقات المالية للنازحين في كافة المجالات منها رفع قيمة المساعدات الإغاثية الماليّة بما يتناسب ومستوى الغلاء الفاحش. تأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي بصفتها مؤسسة دوليّة لها إتصالاتها وتأثيراتها المحليّة والدوليّة على أن يقوم أصحاب المولدات بدفع ثمنها.

تحركات ورسائل

وخلال الاسبوع المنصرم، صعدت "هيئة العمل المشترك" الفلسطيني في صيدا، تحركاتها الاحتجاجية ضد "الاونروا" واقفلت مكتبها الرئيسي في المنطقة، فيما قام لاجئون فلسطينيون باقفال المكتب الرئيسي لوكالة "الاونروا" في بيروت وقبله موقف السيارات في صيدا، وقال عضو اللجان الشعبية الفلسطينية في عين الحلوة عدنان الرفاعي لـ"النشرة"، ان اقفال المكتب الرئيسي في بيروت وموقف "الاونروا" في صيدا يأتيان كرسالة اعتراض على تجاهل الوكالة الدولية وتقصيرها في خدمة اللاجئين في ظل الازمة اللبنانية والفقر المدقع الذي يزنّر المخيمات"، مضيفا "اننا نشعر ان ثمة استهدافا سياسيا لقضية اللاجئين وندعوها ألاّ تكون جزءا او اداة لتنفيذ مؤامرة شطب حق العودة وتهجير ابناء المخيمات"، مؤكّدا ان "التحركات ستتصاعد حتى تلبية كل المطالب العادلة في توفير حياة حرة كريمة مصانة الكرامة والصحة".

مؤتمر "فتح"

وعلى وقع انتظار نتائج اللقاء، عقدت حركة "فتح" مؤتمرها الفرعي لاقليم لبنان في سفارة دولة فلسطين في بيروت بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية ​عزام الاحمد​ ومسؤول الادارة والتنظيم اللواء يوسف دخل الله والسفير الفلسطيني ​أشرف دبور​، وذلك في أعقاب انتهاء مؤتمرات المناطق اي الانتخابات التنظيمية التي جرت، على ان تتوج بتوزيع المهام تمهيدا للمشاركة لاحقا في المؤتمر العام "الفتحاوي" الثامن الذي يعقد عادة في مقر المقاطعة في الضفة الغربية.