لفت العقيد بشارة أبو حمد، ممثّلًا المدير العام للأمن العام اللواء ​عباس ابراهيم​، خلال قدّاس وجنّاز لراحة نفس الشهيد المؤهّل أوّل في ​الأمن العام​ قيصر أبو مرهج، في كنيسة مار نيقولاوس للروم الأرثوذكس في ​راشيا​، إلى أنّ "أيّامًا من الحزن توالت وهي تحمل أعباء الشوق وثقل الألم. ها نحن اليوم استكملنا عامًا لا يمكن أن يكون مجرد ذكرى لا في سنته الأولى ولا في سنواته المقبلة".

وأكّد أنّ "في حضرة الشهيد المؤهّل قيصر فؤاد أبو مرهج، في حضرة راشيا الّتي احتضنته طفلًا، وافتخرت به شابًا وبقي رجلًا أبديًّا في ترابها، في حضرة العائلة والأحبّاء والأصدقاء والرفاق، في حضرة كلّ شيء، تخجل حروف الرثاء، فتتلاشى كلّ تعابير الوصف والتوصيف، ولكن يبقى نور قيصر 37 ربيعًا وهجًا يضيء طريق كلّ الفصول".

وركّز أبو حمد، على أنّ "في مسيرة الحلم، قيصر فؤاد أبو مرهج، جو فرنسيس حداد وفارس جورج كيوان، اختاروا معًا الوطن والمسؤوليّة والإنتماء، فانخرطوا في الأمن العام وهم مدركون للمخاطر والأعباء الّتي تحتّم عليهم مواجهتها. وفي مسيرة الحلم، تكون المواجهة أصعب وأهم لأنّها تلزم كلّ فرد حماية نفسه وحماية المجتمع وتحقيق الأمن والأمان. لكنّ الرابع من آب قتل الحلم، وقضى على مفاصل الحياة، فباغتت الشهادة محبّيها الّتي جاءت قبل أوانها في توقيت وشكل مريبين".

وأشار إلى أنّ "قيصر، يا شهيد ​بيروت​ و​لبنان​ والأمن العام. وحيث الشهادة لا تتجزّأ، نختارها نهجًا لكنّها ليست هدفًا، وأنت تدرك كرفاقك وككلّ شهيد رَوت دماؤه تراب لبنان في ذلك اليوم المشؤوم، وككلّ إنسان حيّ حطِّمت ذاكرته ويعيش على رائحة الموت والخوف مكسورًا، أنّ القدر في صراع معنا ويبدو أنّه ينجح علينا من دون مبارزة".

وشدّد على أنّ "ألم الشهادة لن يكون أكثر قساوة من ألم الفراق، لأنّ ما تركته من خلال مناقبيّتك في سلوكك العسكري، وجهدك في تنفيذ المهام الموكولة إليك، ومثابرتك في عملك المهني ومكارم أخلاقك مع رفاقك، لا يمكن أن يكونوا مجرّد ذكرى، فالإنسان يعيش حال الإشتياق الّتي تنتج من الإعتياد الإيجابي المؤثّر، وهذا ما يرافقنا في يوميّاتنا فتذهب مع رحيلنا. ما حصل في الرابع من آب، وما حصد هذا التاريخ المشؤوم معه، يؤكد التزامنا معرفة الحقيقة الشفّافة". ولفت إلى أنّ "أمامنا واجبًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا تجاه قيصر والشهداء والجرحى وكلّ الّذين شرّدوا من منازلهم، علّكم تجدون الراحة الأبدية في السماء".