أكد البطريرك الماروني مار ​بشارة بطرس الراعي​، خلال حفل تخرّج دورَتَي التنشئة الروحية والإنسانية لمكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية السابعة 2020 والثامنة 2021 في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، أنه "عندما نتّخذ اسماً أو لقباً فإنه يرافقنا في هذا العالم وفي الآخرة، فالمتخرجين من دورة 2020 تحت إسم "ثورة وعي"، سيبقى هذا اسمكم الدائم وبرنامج حياتكم ورسالتكم، والمهمّ أن تحافظوا على مفهوم كلمة الثورة، أولاً الثورة على الذات والتغيير في الذات، فعندما أغيّر في ذاتي أستطيع أن أغيّر في مجتمعي. أما الوعي، فهنا نتذكر كلام القديس البابا يوحنا بولس الثاني عندما خاطبنا في لبنان كي نخرج من سطحيتنا ونذهب الى العمق ونعرف من يكيد لنا المكائد، هذا الوعي أيضاً تحدث عنه البابا يوحنا الثالث والعشرون واعتبره قراءة لعلامات الأزمنة، فلا يكفي القول أنا فشلت أو مرضت أو نحن في حرب أو في جوع، أو أن نتحدث عن انفجار مرفأ بيروت ونتائجه، أو أن نتحدث عن الأزمة المالية والسياسية، كل هذه الأمور هي أحداث ووقائع، ولكن يجب أن نفهم معنى الأحداث، فهذه قراءة علامات الأزمنة، وهذا معنى كلمة وعي".

وأضاف: أكرّر تحياتي لمتخرجي دفعة 2020 في هذا الرسالة العظيمة، الثورة على الذات من أجل تغيير بيئتهم والنزول الى العمق في قراءة ما يحدث، كما أحيّي خرّيجي دورة عام 2021 والتي تحمل عنوان "آب الرجاء"، فكلمة آب تحمل معنيين، الآب والذي هو مصدر الرجاء، وشهر آب الذي حصل فيه تفجير المرفأ الذي خطف الارواح البريئة وحطّم القلوب والأعصاب والآمال، وأصبح هو آب الرجاء، فنحن من الآب نستمدّ الصمود والايمان والرجاء، وهذا هو التحدي الكبير الذي تتخذونه أنتم، أن تبقوا مؤمنين بالرجاء وأن تقولوا هذا وطننا ونريد بناؤه بسواعدنا وأن نقف أمام تجربة الرحيل والهجرة، فصحيح أنها تحمل وجهاً ايجابياً لا ننكره، حيث يحقق الانسان ذاته ويساند أهله، ولكن بمساندة الخارج يجب أن نصمد في الداخل وأن لا نتخلى عن رسالتنا الأساسية في هذا الشرق وهي أن نحمل إنجيل يسوع المسيح، ولا تنسوا كلمة البابا فرنسيس في يوم الصلاة والـتأمل من أجل لبنان في الأوّل من تموز، حين استعان بكلمات جبران خليل جبران قائلاً أن ستار الليل ينتهي بالفجر مهما طال الليل، ومن هنا يجب أن نتعلّم الصمود، وهذا معنى اسمكم " آب الرجاء"، فلتحيا شبيبة لبنان وبلدان الشرق الأوسط، وأحيي من يتابعنا من كافة البلدان عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، عشتم، عاش مكتب راعوية الشبيبة، عاش لبنان، وعاشت رسالتنا في هذا المشرق".