أشار راعي ​أبرشية بيروت المارونية​ ​المطران بولس عبدالساتر​، خلال ترؤسّه قداس ليلة عيد انتقال ​العذراء​ مريم، في ​كنيسة السيدة​ - الحدت، إلى أنّ "عيد انتقال أمنّا مريم إلى السماء، هو عربون قيامتنا نحن المعمّدين، أي أنّ انتقال أمنّا إلى السماء بكليّتها، هو تأكيد لكلّ واحد وواحدة أنّنا إذا عشنا على مثالها في علاقة حبّ مع الرب والقريب، فإنّنا سنقوم من القبر عند ساعة موتنا لنتّحد بالربّ ونعيش في قلبه إلى أبد الآبدين، وهذا مصدر فرحنا".

وأكّد أنّ "الفرح الحقيقي لا يأتي إلّا من الحبّ المجاني الّذي نعيشه مع القريب. هذا الحب الّذي مصدره قلب الله وهدفه خير الآخر. هذا الحب الّذي لا ينتظر مكافأة. وأنتم عشتم وتعيشون هذا الحب وهذا الفرح في بلدة الحدت. فكم من بينكم، ومنذ بدء الأزمة الاقتصاديّة وجائحة "كورونا"، كم من مسؤولين مدنيّين وسكّان عاديّين، كبار وصغار، يعطون من مالهم ووقتهم وتعبهم ليطعموا جائعًا وليعتنوا بمريض وليسندوا إنسانًا وحيدًا بمجانيّة وفرح كبيرين".

ولفت عبدالساتر إلى أنّ "الكثير من المسيحيّين في ​لبنان​ قلقون ممّا سيحدث غدًا. وأنا أقول علينا أنّ نقلق إذا بقينا نسعى خلف الربح السريع ولو على حساب الآخر. علينا أن نقلق إن بقيت أحزابنا على انقسام في ما بينها. يجب أن نقلق إذا ظللنا ننادي بالفاسد زعيمًا علينا. يجب أن نقلق إذا استمرّ كلّ واحد منّا في أنانيَّته وتكبّره وجهله"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكننا أن نجتاز المرحلة المقبلة إلّا بالتعاضد والوحدة وتقاسم ما نملكه من قوت ومال، وأنتم تدركون ذلك جيّدًا، وإلّا الويل لنا جميعًا".