أعرب رئيس ​المجلس الأرثوذكسي​، ​روبير الأبيض​، عن استنكاره "ما جرى في عكار، فهذا عمل إجرامي أدّى إلى سقوط 28 قتيلًا من المواطنين الأبرياء وعناصر الجيش ال​لبنان​ي".

وركّز في بيان، على "أنّنا نحمّل كلّ المسؤولين المسؤوليّة، وعلى رأسهم حاكم "​مصرف لبنان​" الّذي أخذ قراراته العشوائيّة، بهذه الظروف الصعبة والدقيقة، ب​رفع الدعم​ عن ​المحروقات​ ومن دون خطّة تمهّد وتحضّر الرأي العام والمواطن لهذا القرار، وكأنّه قرار سياسي ضدّ جهة سياسيّة معيّنة، فنشهد مرة أخرى كيف يدفع الشعب ثمن أخطاء قرارات المسؤولين، وكان آخرها انفجار جديد أضاء سماء ​الشمال​ في لبنان وأظلم قلوب أهالينا في عكار وحرق وقتل مواطنين، من دون أن يرفّ جفن أيّ من المسؤولين وكأنّ شيئًا لم يكن".

وسأل الأبيض: "ألم تكونوا تعلمون بأنّ تجّار المحروقات والمهرّبين سوف يستغلّون هذه الفرصة؟ هل ضمائركم الآن مرتاحة، بموت المواطن كلّ يوم؟ ألم تشبعوا من مشاهدة الموت يحصد الضحايا يومًا بعد يوم وكأنّهم أعداؤكم، وكلّ هذا فقط بسبب أعمالكم الكيديّة؟ أنتم فاشلون بكلّ شيء إلّا بالكذب. محترفون ترمون التّهم على بعضكم البعض وترمون المسؤوليّة على مجهول".

وتوجّه إلى قائد الجيش العماد ​جوزاف عون​، قائلًا: "يا حضرة القائد... القرار اليوم لكم. عليكم أخذ القرار العسكري والقول الأمر لي أي للجيش، وكلّ الشعب الحر والمواطنين بجانبكم. فإلى متى علينا أن ندفع مزيدًا من الشهداء؟ مهمّة الجيش الدفاع عن الحدود وصدّ الأعداء وليس بوجه شعبه. استشهاد العسكريّين يكون في أرض المعركة وضدّ العدو وعلى الحدود، وليس في المناطق والشوارع الداخليّة، ويكون في بعض الأوقات مكسر عصا".

ورأى أنّ "​تشكيل الحكومة​ الّتي كانت منتظرة في القريب، أصبحت بعيدة من المعقول بسبب ما نسمعه من هنا وهناك. أصبح تشكيل الحكومة صعبًا جدًّا، وسنشهد انقسامات بين أهل ال​سياسة​، وعندئذ ينقسم الشعب وتعمّ الفوضى والنتيجة واحدة لا استقرار ولا وحكومة، فكلكم ضدّ الوطن والمواطنين. لا نيّة بتشكيل حكومة حتّى نهاية العهد، لنعود مرّة أخرى إلى نقطة الصفر". وتوجّه إلى كلّ السياسيّين في الصفّ الأوّل في الدولة، بالقول: "إنّ لبنان واللبنانيّين ليسوا ملكًا لأحد منكم، وإذا كنتم لا تريدون الخير لهذا البلد فالأفضل لكم المغادرة".

كما أشار الأبيض إلى أنّ "لمناسبة عيد رقاد ​السيدة العذراء​، يتقدّم المجلس الأرثوذكسي من اللبنانيّين عامّةً ومن المسيحيّين خاصّةً، بالمعايدة، راجيًا من والدتنا السيدة العذراء أن تتضرّع لنا لدى ابنها الحبيب سيّدنا ​يسوع المسيح​، أن يزيل عن لبنان هذه الشدّة والغيمة السوداء الّتي تظلّله لكي يعم السلام والأمن والاستقرار في بلدنا الحبيب لبنان".