لفت وزير العمل في ​الحكومة الجديدة​، مصطفى بيرم، إلى أنّ "لوزارته مسؤوليّة كبيرة، ومن المهمّ جدًّا أن تكون موضع ثقة، حيث التحدّي كبير والظروف حسّاسة جدًّا"، معربًا عن أمله أن "نكون عند حسن الظنّ، إذ لا يمكننا أن نطلق الوعود ووضع التنظيرات، فالناس شبعت من الكلام والتكرار للمواقف، ولكن لا يمكننا إلّا أن نقول إنّ النيّة مخلصة والإرادة طيّبة، ويمكننا أن ننقل وجع الناس إلى ​مجلس الوزراء​، ونطلق شرارة أمل بهذا المجتمع؛ لنحدث صدمةً إيجابيّةً ونقوم بالتغيير بتعاون الجميع".

وأكّد، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، "أنّنا بحاجة إلى تضافر الجهود، فما من أحد يلغي الآخر. نحن نصرّ على أن نكون مع بعضنا البعض، وهذا الوطن يستحقّ أن ننقذه، لقد أصبحنا نفقد بديهيّات الحياة، وهذا أمر معيب في القرن الـ21"، موضحًا أنّ "طبعًا المسؤوليّة كبيرة، وسنكون بخدمة أهلنا وناسنا، ونحاول أن نقدّم خطابًا جديدًا، بعيدًا عن الاستفزاز والانقسامات والإساءات".

وعن تعيينه وزيرًا من منطقة ​إقليم الخروب​ في ​الشوف​، ركّز بيرم على أنّ "هذه مسألة مهمّة جدًّا، لأنّ اختلاف الآراء لا يدلّ على العداوات، بالعكس انا أستفيد من إرث بيتنا، الّذي هو تقاطع للعلاقات وللعائلات الروحيّة والتواصل، وانا ابن هذه المنطقة وسأقدّم نموذجًا من الانفتاح، وأرفع شعار المحبّة والتواصل بصدق وليس كلامًا فقط، هذه رسالة سياسيّة مهمّة جدًّا لإقليم الخروب". وذكر أنّ "الجهة الّتي عيّنتني تجاوزت منطقة كبيرة محسوبة عليها، واختارتني من منطقة أخرى، وهي بذلك توجّه رسالةً لهذه المنطقة احترامًا لها ودليلًا للتواصل، فنحن بحاجة إلى الجسور وليس الجدران".

وبيّن "أنّني أخاف من الوعود، هناك خطّة على مستوى مجلس الوزراء، و​البيان الوزاري​ وفريق العمل المتكامل. أمّا على الصعيد العملي، فهناك أمران، أن تقدّم نموذجًا من التعاطي والاحترام، نموذج الوزير الخادم هذه المرّة، ليس الوزير البعيد عن الناس، إنّما الشخص الّذي يسمع ويعيش الأوجاع ويستشعرها وينقل مطالب العمّال، لأنّنا في ظروف تعسفيّة وهذا الظرف صعب جدّا على العمّال الّذين يفقدون أعمالهم، ويفقدون معها هدفهم في الحياة". وفسّر أنّ "لذلك، علينا نقل أوجاعهم وصوتهم ومطالبهم، وأن نفكّر في إيجاد الحلول بهذا المجال، وطبعًا هناك عدّة أفكار وهي قيد التبلور، وهناك دعوة للجنة المؤشّر لتطوير الرواتب والأجور والنّظر بتحسينها، لأنّ الوضع لا يحتمل".

كما توجّه إلى "الأشقّاء العرب"، قائلًا: "نحن منكم، و​لبنان​ لطالما دفع أثمانا ورفع رأس العروبة في المواجهات، وكان في الخطّ المتقدّم ودفع أثمانًا عن القضايا العربيّة. نحن لم نقفل على أنفسنا في لبنان، الأخ والشقيق يقف مع شقيقه، نحن في هذه اللحظة نحتاج أن نكون يدًا واحدةً ونحتاج العودة للبنان، نحن معنيّون بتعزيز العمق والانتماء العربي مع انفتاحنا على كلّ المحيط الآخر".