أعلن وزير التربية السابق ​طارق المجذوب​ إفتتاح ​العام الدراسي​ حضورياً، حيث فاجأ الجميع بهذا القرار، لا سيما أن ذلك يتطلب إيجاد حلول لمشكلة ​المازوت​، بالنسبة إلى الكهرباء، ​أزمة البنزين​ وانعكاسها على كلفة النقل وارتفاع أجور ​الاساتذة​ وغيرها، في حين لا يبدو حتى الساعة أيّ أفق لحلهما بإنتظار مساعدات من الخارج.

طبعاً المدارس على مختلف أنواعها في أزمة، ولكن المفارقة أن بعضها بدأ باللجوء إلى حلول مبتكرة لاعادة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة حضورياً، وأبرزها تركيب لوحات للطاقة الشمسية. هذا الأمر حتماً يتطلّب تكلفة، ولكن ما بين استعمال المازوت و​الطاقة الشمسية​ أًصبحنا نتحدث عن كلفة متوازية، نظراً إلى أن الاثنين يدفعان حالياً بالدولار الـ"fresh" على الرغم من أن استعمال الطاقة البديلة هي أوفر بكثير على المدى الطويل.

نموذج المدارس

مدرسة الجمهور واحدة من التي أنهت العمل بمشروع الطاقة الشمسيّة. حيث يؤكد رئيسها الأب شربل باتور، لـ"النشرة"، أننا "بدأنا تركيب الطاقة الشمسية في العام 2015 قبل بدء الأزمة، وما سمح باتمام المشروع هو وجود مساحات على أسطح مبنى المدرسة، فتم تركيب لوحات خلايا تولد 1500 أمبير".

ويشرح الأب باتور أن "هذا المشروع، الذي أنهيناه، يوفّر علينا حوالي 85% من فاتورة الكهرباء تقريباً، وبالتالي يوفّر 85% من فاتورة المازوت، ومع تحرير السعر أصبحنا نتحدث عن مبالغ ضخمة وهذه كلّها أزيلت عن كاهل الأهل، مع العلم أن تنفيذ المشروع كان من مساعدات أشخاص مقتدرين ولم نكلّف الاهل شيئاً".

حلول

بدوره مالك شركة Smart Business وصاحب مبادرة لتوليد الطاقة البديلة جميل غيث يشير، عبر "النشرة"، إلى أن "كلّ القطاعات، التي أغلب عملها في النهار، يجب أن تتحوّل إلى الطاقة الشمسيةـوهي ليست بحاجة إلى بطّاريات خاصةً إذا كانت لديها أماكن على الأسطح لوضع الألواح"، ويشدد على أن "المدارس هي التي تتحكّم بالأسطح لديها، وكلّ لوحة حجمها 2 متر مربّع تولّد قرابة 1.6 أمبير"، ويضيف: "الذي يساعد في موضوع المدارس أنهم لا يحتاجون إلى معدات كبيرة للإنارة وآلات الكومبيوتر، وبالتالي استهلاكهم ليس قوياً".

وزارة التربية​ غائبة

في الماضي كان لدى وزارة التربية مشروعا مشابها لتحويل ​المدارس الرسمية​ على الطاقة الشمسيّة، لكن عندما تسأل اليوم يأتيك الجواب بوجود "عدد من المدارس تم تجهيزها بالطاقة البديلة لكن حالياً كل شيء متوقّف بإنتظار المساعدات من الدول". هنا يراودك سؤال أساسي "كيف تم اعلان افتتاح العام الدراسي حضورياً، في ظلّ عدم وجود حلول وإنتظار استكمال المفاوضات"؟.

كلفة قليلة

يؤكد جميل غيث أن "سعر كيلوات الطاقة الشمسية هو أقل كلفة من توليد الطاقة عن طريق المازوت، إذا كنا نتحدث عن كهرباء بالشمس وفي النهار". في نفس الوقت تشدّد مصادر مطّلعة على أنّ "المردود المالي للطاقة المتجدّدة هو على مدى سنوات، وقيمتها أنها بعد هذه المدّة أنّها تستردّ كلفتها"، وتؤكد أن "الاعتماد في لبنان على الطاقة الشمسيّة أفضل بسبب قوّة النور الكبيرة، بينما في أوروبا مثلاً يلجأون إلى توليد الطاقة عن طريق الرياح".

للتفكير بحلول مستدامة

"في السنوات الماضية لم يفكّر اللبنانيون باللجوء إلى الطاقة البديلة لأن أسعار: الطاقة، الكهرباء، المحروقات، صرف الليرة، كانت مدعومة يضاف إلى ذلك سرقة الكهرباء، التي أصبحت لدى بعض المجموعات حقّ مكتسب، وهذه العوامل كلها أبطأت استخدام الطاقة البديلة بلبنان"، هذا ما تؤكده المصادر، وتلفت إلى أن "عدداً كبيراً من اللبنانيين كانوا يظنون أنّ الدعم هو من جيب "الدولة" أو "الزعيم"، لكن في الواقع كانت من جيبهم هم، ومع إنتهاء هذه "المسرحيّة" عليهم التفكير بحلول عمليّة مستدامة".

حالياً يجري الحديث عن حلول لإفتتاح العام الدراسي، وبحسب المعنيين أنّ العين على المساعدات التي ستأتي من الخارج لتأمين الاموال للمدارس، فلماذا لا نفكّر ولو لمرّة كدولة ونسعى إلى بناء أسسس ومداميك لها، خصوصاً أن العارفين بهذا الملف يؤكدون أنه بتكلفة مازوت لعام دراسي واحد تستطيع المدرسة أن تستخدم الطاقة الشمسيّة لخمس سنوات... هذا كلّه إذا كنّا نريد حلولاً عمليّة فعلية مستقبلية وليس كما تعودنا حتى اليوم حيث تأتي المساعدات ويُصرف البعض منها على حلول جزئيّة والقسم الأكبر يختفي ويتبخّر، لنعود في العام المقبل "لنبكي على الاطلال من جديد"!.