أشارت مصادر قياديّة في "​تيار المستقبل​"، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى "أولويّتين في المرحلة الراهنة، هما مواكبة عمل حكومة ​نجيب ميقاتي​ وبرنامج الإصلاحات الّذي ستقوم به لوقف الانهيار والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة كي تجري في موعدها المحدّد"، مبيّنةً "أنّها غير مطمئنّة تمامًا لنوايا بعض القوى السياسيّة".

وأعلنت أنّ "كتلة "المستقبل" ستقدّم استقالتها من المجلس النيابي، في حال حاولت بعض الجهات الّتي تخشى أن تدفع ثمن فشل العهد، العمل على تأجيل الانتخابات". وسخرت ممّا يتمّ تداوله عن أنّ "رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ ممتعض من قدرة ميقاتي على تشكيل الحكومة، بعد فشله بهذه المهمّة وتعويله على فشل الحكومة الحاليّة"، مؤكّدةً "دعم "المستقبل" لميقاتي على رأس الحكومة". ولفتت إلى "أنّنا ندرك حجم المسؤوليّة الكبيرة والصعوبات الّتي يواجهها مع عهد رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​، والعقليّة الّتي تحاول الاستئثار وتغيير الدستور بالممارسة، ولا نقول إلّا "كان الله بعون الميقاتي".

أمّا عن توقيت عودة الحريري إلى ​لبنان​، فشدّدت المصادر على أنّه "ملكه"، موضحةً أنّه "سيعود في التوقيت الّذي يراه مناسبًا، علمًا بأنّه يشرف لحظة بلحظة على تحضيرات التيار للانتخابات، باعتبار هذه الانتخابات محطّة مفصليّة يجب إعداد العدّة لها، واستخلاص دروس وعبر من الانتخابات السابقة، وعدم تكرار الأخطاء الّتي وقع فيها تيار "المستقبل" في التحالفات وفي إدارة العمليّة الانتخابيّة، آخذين في الاعتبار متغيّرات ما بعد انتفاضة 17 تشرين الأوّل 2019، وخروج الأكثريّة الصامتة عن صمتها".

وركّزت على أنّ "كل الأمور مرهونة بمواقيتها، وعنوان الحملة الانتخابيّة يخضع للدراسة، وأساسها سيكون الخروج من "جهنّم" الّتي أوصلنا إليها عهد ميشال عون وحليفه "​حزب الله​"، وأيضًا سيكون أساسها جمهورنا الّذي اعتاد أن يكون حاضرًا في المحطّات المفصليّة، رغم ما نلمسه من عتب وملاحظات على الأداء من قبلهم، الأمر الّذي سيكون أولويّةً في العمل معهم والتواصل معهم ومعالجة ملاحظاتهم". وذكرت أنّ "جمهورنا يدرك جيّدًا حجم المواجهة الّتي خاضها الحريري مع هذا العهد، وراضٍ عن عدم تسليمه لهذا العهد بما يريد في تشكيل الحكومة إبّان تكليفه، وسيعبّر عن هذا الأمر في صندوق الاقتراع".

كما كشفت أنّه "ستكون هناك مقاربة مختلفة للتحالفات في هذه الانتخابات، وسنخوضها بحسب مصلحتنا، وعلى القطعة، ولكن الأكيد أنّ لا تحالف مع "​التيار الوطني الحر​" بتاتًا، وكذلك مع "حزب الله". أمّا بالنسبة لحزب "القوات اللبنانية" فالأمور رهن التطوّرات، ومن بعدها لكلّ حادث حديث".