أشار راعي ​أبرشية بيروت المارونية​ المطران ​بولس عبد الساتر​، إلى أنّ "مار سركيس وباخوس اللذان ذاقا أقسى العذابات حتّى الموت، ما كانا ليعيشا الاستشهاد لو لم يكونا بجانب بعضهما البعض. سندا بعضهما بالمحبّة والصلاة، فاستطاعا عيش المحبّة حتّى بذل الذّات".

ولفت، خلال ترؤسّه القدّاس الإلهي في رعية مار سركيس وباخوس في الجديدة، لمناسبة عيد شفيعيها الشهيدين، إلى "أنّنا في أيّامنا الصعبة هذه، بحاجة إلى جماعات وأبناء رعايا يعيشون الروح المسيحيّة الحقيقيّة، فيسندون بعضهم البعض بالمحبّة والصلاة والعطاء. إذا أردنا أن نعيش المستقبل واضعين في سلّم أولويّاتنا ما يناسبنا ويفيدنا ويريحنا، من دون التفكير بما يناسب الآخر وينفعه ويريحه، لن تستقيم الأمور في مجتمعنا".

وتساءل المطران عبد السارتر "أنّنا مَن نتناول الجسد الواحد، كيف نقبل ألّا نحمل الآخر في قلبنا وصلاتنا؟ كيف يمكن أن لا نرى المعوز بيننا؟ كيف يمكن ألّا نتألّم للمظلوم بيننا؟ وكيف نسمح لأنفسنا أن ندين الآخرين؟"، مبيّنًا أنّ "في جماعاتنا اليوم، أشخاص يدينون الآخرين لدرجة تكفيرهم واتهامهم بتدنيس جسد الرب. أقول لكم اليوم: كلّنا إخوة وأخوات في جماعة مسيحيّة واحدة، فإذا كان فعلًا هناك من يكفر أو يدنّس، فلنصلّ لأجله ليكون له الخلاص ب​يسوع المسيح​. علمًا أنّ في أغلبيّة الأوقات، لا يكون التدنيس باليد، بل باللسان والفم وبالقلب وما يضمر في داخله".

ودعا إلى أن "نحافظ على بعضنا البعض، ولنتذكّر أنّ ما يجمعنا هو فرح اللقاء بيسوع المسيح وبالشهادة له، وليس فرح الإدانة والاستقواء على حساب الآخر، والارتياح والاغتناء على حساب فقر الآخر وجوعه. لا يمكن لأحد منّا أن يتنصّل من مسؤوليّته تجاه الآخر وقداسته".