أكد رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، أنه "في وقتٍ نحن فيه بأمس الحاجة إلى الحلول، تدخل أزمة العلاقات مع الدول العربية الشقيقة كعاملٍ قاتل مستجد، يهدد موقع لبنان وعلاقاته، وتطلعاته نحو حلول لأزماته".

ورأى عربيد خلال استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المجلس الاقتصادي الاجتماعي:، أن "منطلقات العلاقات مع الدول العربية الشقيقة غير اقتصادية صرفة، بل تمتد الى العمق الاستراتيجي الطبيعي لبلدنا، بثقافته ولغته وتاريخه وجغرافيته، وصولاً الى مصالحه الاقتصادية التي لا جدال في ارتباطها بصورةٍ لا غنى عنها بالأشقاء العرب، والتي تتأثر بشدة بهذه التطورات السلبية".

وشدد على أن "تصحيح الأجور بات ضرورة حيوية في ظل الأوضاع المعيشية غير القابلة للتحمل".

واعتبر أنه "لا بد من مقاربة ثلاثية: تصحيح الأجور ومداولة الواقع المعيشي، بموازاة المحافظة على قدرة المؤسسات ووجودها. المباشرة بتنفيذ خطة النقل. البدء بالتسجيل للحصول على البطاقة التمويلية".

ورأى عربيد، أنه "لا يمكن الفصل بين تصحيح أجور العاملين، وحماية مستقبل المؤسسات التربوية، وضمان التعليم النوعي للطلاب".

وأشار إلى أن "حماية المهن الحرة يشكل ضمانة لبقاء ما تبقى من الطبقة الوسطى في لبنان، وهي محرّك التغيير الحقيقي وركيزة الاقتصاد المنتج والخلّاق والمستدام".

وأوضح، أن "مكافحة الفقر عنوانٌ أول لتفكيرنا المشترك، والمجلس هو المساحة الطبيعية لتفاعل قوى الإنتاج المختلفة".

وشدد عربيد على "ضرورة إتمام الانتخابات النيابية في مواقيتها القانونية، والمأمول منها كسر الجمود وتخبط السياسيين، وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات وسياساتها".

وقال: "لقد كفر الناس بالسياسيين، وباتوا ينتظرون موعد الانتخابات للتعبير عن إرادتهم الجديدة".

وأكد عربيد، أنّ "الواقع يحتّم انعقاد مجلس الوزراء لمعالجة أمور الناس، ولا قيمة لسياسة تقتصر على لعبة الصراع على السلطة، ولا تدور حول الإنتاج وقوى الإنتاج".

وتوجه إلى ميقاتي قائلاً: "إن هذه المؤسسة شريكتكم في حمل الأعباء، استخدموها، واتّكئوا إليها، وكلّفوها، وهي ستكون مفاجأة سارة في إنتاج الحلول، لما فيها من طاقة وإرادة".