رأى مصدر سياسي لـ"الشرق الأوسط" أن رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ قرر أن يلوذ بالصمت حيال التداعيات السلبية التي ألحقها وزير الإعلام ​جورج قرداحي​ بلبنان، وقرر أن يتفرّغ للدخول مع رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ في معركة مفتوحة يريد من خلالها الدخول في تصفية حساباته مع حركة "أمل"، باعتبارها من وجهة نظره المنازلة الكبرى، وهذا ما يتبين في البيانات الأسبوعية التي صدرت عن اجتماعات المجلس السياسي لـ"التيار الوطني"، والتي تعمد فيها عن سابق تصوّر وتصميم النأي بنفسه عن التدخّل في السجال الدائر حول تدهور العلاقات لتفادي الإحراج أمام حليفه، "​حزب الله​".

ولفت المصدر السياسي إلى أن "حزب الله، بحملته على السعودية لأغراض إقليمية ولمصلحة محور الممانعة بقيادة إيران، هو من تسبب بالإطاحة بتنظيم الاختلاف وبربط النزاع الذي يرعى علاقته بتيار المستقبل وبالحزب ​التقدمي الاشتراكي​، وليس العكس". وعزا السبب إلى أن لديه أجندة خارجية كانت وراء تظهير خلافه معها إلى العلن، رغم الحرص الذي أبداه رئيس "التقدمي"، النائب السابق ​وليد جنبلاط​، في انفتاحه على جميع الفرقاء، من دون أن يتنازل عن ثوابته ومسلّماته في الإبقاء على لبنان في الحاضنة العربية".

وأكد أن "قوى 14 آذار سابقا، وإن كانت توحدت في موقفها الرافض لإساءة قرداحي لدول الخليج، لن ترتقي حتى ​الساعة​ إلى مستوى إعادة الاعتبار لتحالفها في جبهة موحدة، على غرار ما حصل في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري"، لافتا إلى أن "حزب الله أخطأ في التعامل مع الردود الرافضة لموقفه، على أن أصحابها يتوخون من مواقفهم تقديم أوراق اعتمادهم بالمعنى السياسي للكلمة للسعودية".

ورأى المصدر أن القوى السياسية التي توحّدت برفضها لمشروع "حزب الله" لن تتحالف انتخابيا معه أو مع من يشكل امتدادا له، وإن كانت بمعظمها تميز بين الحزب وبري الذي أخذ على نفسه التموضع في منطقة وسطية، من دون أن يعني ذلك أنه على توافق مع معظم طروحات حليفه الاستراتيجي، وتحديداً بالنسبة لانتماء لبنان إلى محيطه العربي، وهذا ما يفسر التزامه وقيادة حركة "أمل" بعدم الدخول في سجال حول الأزمة التي تسبب بها قرداحي.