أفادت صحيفة "​وول ستريت جورنال​" الأميركية، في تقرير نشرته، نقلًا عن أشخاص مطلعين، أن ت"قارير استخباراتية أميركية، رصدت قبل نحو عام أنشطة صينية مشبوهة في ميناء خليفة شمالي ​أبوظبي​ في ​الإمارات​، حيث تشغل مجموعة "كوسكو" ​الصين​ية، للشحن البحري محطة كبيرة للحاويات".

وذكرت، بحسب المصادر، أن "التقارير الأولية كانت مبهمة، غير أن لقطات فضائية سرية جديدة، تم تصويرها بواسطة قمر صناعي في الربيع الماضي، دفع المسؤولين الأميركيين إلى الاستنتاج، بأن الصين تبني في الميناء موقعًا عسكريًا"، مرجحة أن "حكومة الإمارات لم تكن على دراية بشأن الطابع العسكري، لأنشطة الصين في الميناء".

واستدعت هذه التقارير الاستخباراتية، حسب الصحيفة، "بالغ قلق إدارة الرئيس الأميركي ​جو بايدن​، التي كثفت جهودها الدبلوماسية في مسعى لإقناع الإماراتيين، بأن الموقع يحمل طابعا عسكريا، ولا بد من وضع حد لبنائه"، مشيرة إلى أن "بايدن أعرب شخصيا مرتين لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عن قلقه إزاء تواجد الصين المتزايد في الإمارات".

وحذر بايدن، وفقا للمسؤولين، محمد بن زايد، في أحد الحوارين، من أن الأنشطة الصينية قد تؤثر سلبا على الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات، ورد ولي عهد أبوظبي، على ذلك بالقول إنه "سمع بوضوح" هذا التحذير"، موضحة أن "المسؤولين الأميركيين، على الرغم من هذا الكلام، لم يكونوا متأكدين مما إذا كانت الإمارات ستلتزم بمنع الصين من مواصلة ممارسة أنشطتها في أراضي البلاد"، مشيرة إلى أن مشاورات متعددة جرت بشأن ملف ميناء خليفة بين مسؤولين أمريكيين وإماراتيين في وقت سابق من العام الجاري.

ولفتت مصادر الصحيفة، إلى أن "مستشار ​الأمن القومي الأميركي​، جيك ساليفان، ومنسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، ​بريت ماكغورك​، خلال زيارتهما إلى أبوظبي أواخر أيلول، أطلعوا المسؤولين الإماراتيين بالتفصيل على استنتاجات الاستخبارات الأمريكية بشأن ما يجري في ميناء خليفة"، ووصل ماكغورك إلى أبوظبي من جديد الأسبوع الجاري، للقاء محمد بن زايد، كما أكد شخص مطلع لـ"وول ستريت جورنال"، أن مسؤولين أميركيين وصلوا إلى ميناء خليفة مؤخرًا، بزيارة تفقدية.

وتعتقد السلطات الأميركية، بحسب الصحيفة، أن أعمال بناء الموقع كانت قد عُلّقت، ما أعاد الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات إلى "مجراها الطبيعي".

ولفتت الصحيفة إلى أن "بناء الموقع الصيني في ميناء خليفة، كان سيهدد الصفقة العسكرية الضخمة بقيمة 23 مليار دولار، بين واشنطن وأبوظبي والتي تشمل خاصة تصدير 50 مقاتلات أميركية، من الجيل الخامس "إف-35" إلى الإمارات"، معلنة أن "الإمارات بدورها تسعى إلى إبرام اتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة، ستلتزم بموجبها واشنطن بمساعدة الدولة الخليجية، في حال تعرضها لهجوم"، كما ومن المتوقع أن يزور وزير الدفاع الأمريكي ​لويد أوستن​ الإمارات أواخر الأسبوع الجاري.