شدّد متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، على أنّ "كم نحن في حاجة في ​لبنان​ إلى جعل كلّ شيء في خدمة الإنسان، وقد أصبح إنسان بلادي جائعًا، مريضًا، فقيرًا، مستعطيًا للدواء، ومظلومًا من حكّام لا يبالون إلّا بمصالحهم، وزعماء لا يعرفون إلّا استغلاله من أجل الوصول إلى مآربهم، ومتى وصلوا نسوا كلّ شيء إلّا التشبّث بمراكزهم وكراسيهم ولَو على حساب الشّعب وحياته".

ولفت، خلال ترؤّسه خدمة قدّاس الأحد والجنّاز عن راحة نفس البطريرك إغناطيوس الرابع في ذكراه التاسعة، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، إلى أنّ "ما ردّة فعلهم على التحقيق في تفجير بيروت، إلّا عيّنة عن أنانيّتهم وقلّة مسؤوليّتهم وعدم اكتراثهم بشعبهم"، مشيرًا إلى أنّ "الآن، يعطّلون عمل ​الحكومة​ من أجل غاياتهم، وكأنّ البلد ملك لهم، يتصرّفون به حسب أمزجتهم ومصالحهم. وعوض أن تكون اجتماعات الحكومة مفتوحة ومتلاحقة وغير منقطعة، من أجل إخراج لبنان من عمق أزماته، نراها معطَّلة مشرذمة وغير منتجة".

وركّز المطران عودة على "أنّنا كلّنا نعرف أنّ الفرصة الّتي تضيع لا تتكرّر، وأنّ هدر الوقت يفاقم الأوضاع، وأنّ لا حلّ خارج ​المؤسسات الدستورية​، الّتي يجب أن تعمل وفق أحكام الدستور والقوانين، ومن أجل خير الشعب".

وأكّد أنّ "لذلك، على الحكومة أن تتكاتف وتنصرف إلى العمل، وإن كان أعضاؤها واعين ثقل مسؤوليّتهم، عليهم الإقلاع عن سياسة التّعطيل وفرض الشروط، والعمل من أجل إخراج لبنان من أزمته المميتة، ومساعدة شعبه على البقاء على قيد الحياة. أمّا استرضاء هذه الجهة وتطييب خاطرها، ومسايرة تلك والتّغاضي عن أخطائها، فليست الطّريقة الفضلى لإدارة البلاد". وركّز على أنّه "على الجميع أن يعوا أنّ مصلحة لبنان فوق مصالحهم، وأنّهم في مراكزهم للخدمة والعمل، لا لتعطيل البلاد وقهر العباد".