أكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه "يجب علينا أن نعترف أن وقف هذه الإنهيارات الكبرى التي يعاني منها لبنان لا يمكن أن تنتهي فقط بالتمنيات بل إنها تتطلب عملاً دؤوباً من أن نصوب بوصلتنا الوطنية بما يخدم فيه مصلحة اللبنانيين، وهذا يعني انه ليس كافياً أن يتخذ الكثير من الإجراءات المالية والإقتصادية والنقدية والإدارية وأعني كل كلمة من هذا ولكن هناك امور عديدة يجب ان تضاف من أجل أن نعالج المشكلات التي نمر بها بالتالي في الموضوع الذي يؤدي الى المعالجة الحقيقية للمشكلات التي نعاني منها ولاسيما في الموضوع السياسي ".

واضاف: "لذلك هذا الأمر يتطلب منا فعلياً تصويب البوصلة حتى نتصرف بحكمة وقدرة على إتخاذ القرارات السياسية، وبداية في أن تعود المؤسسات الدستورية الى العمل وإن شاءالله اليوم كما سمعت بأنه سوف يصار الى فتح دورة جديدة إستثنائية للمجلس النيابي، وأن يصار الى أن تعود الحكومة الى العمل بداية من أجل النظر في إقرار الموازنة العامة، ولكن هذا الأمر لا يقتصر فقط الذي ينبغي ان نعمله هو من أجل استعادة عمل المؤسسات الدستورية مجلس الوزراء ومجلس النواب، بل أن نتوقف أيضاً عن الإستمرار في تخريب نظامنا الديمقراطي البرلماني وأن يصار الى تصويب وتصحيح علاقتنا مع أشقائنا العرب ومع العالم أجمع وما أعنيه ايضاً فيما يتعلق بتصويب نظامنا البرلماني".

ورأى السنيورة أن "لبنان لطالما كان قائماً على أساس ان تكون هناك فعلياً سياسية نأي بالنفس عن الخلافات وعن المحاور الإقليمية، أنا لا اود أن أخوض في هذا الموضوع ولكن أود أن أنتهز هذه المناسبة لأقول بأننا مررنا في محن عديدة في العقود الماضية والسنوات الماضية وبالتالي أود أن أذكر أمرين واحدة تتعلق بالعام 2006 عندما إجتاحت إسرائيل لبنان والثاني فيما جرى في تفجير مرفأ بيروت، في العام 2006 وقفت جميع الدول العربية الى جانب لبنان ولا أقول هذا الأمر من أجل التمنين، الحقيقة أن الدول العربية لم تمنن لبنان في علاقتها إطلاقاً ووقفت إلى جانبه ولكن لو لم يكن هناك وقوفاً حقيقياً من قبل دول الخليج العربي خلال العام 2006 لما أمكن إعادة إعمار كل ما دمر خلال تلك السنوات والحقيقة أن القسم الأكبر من المعونات الذي وصل الى لبنان عام 2006 كان من الخليج العربي، إذ أن المبلغ الذي قدموه يصل الى حوالي 1200 مليون دولار نقداً ذلك بإستثناء المعونات التي كانت عينية، في المقابل نجد ان القسم الأكبر من تلك المعونات كانت من المملكة العربية السعودية والتي فعلياً مسؤولة عن إعادة إعمار وبناء وترميم 50% من مجموع الدمار الذي حصل في الوحدات السكنية التي تعرضت للدمار أو للتخريب عام 2006".

وتابع :"في المقابل نجد ان ما حصل في مرفأ بيروت بالإضافة الى الخسائر البشرية الكبرى التي تعرض لها لبنان وبعدد الضحايا الكبير الذي تعرض له انه هناك دمار ما زلنا نبحث عن من يساعد لبنان في إعادة الإعمار اقول هذا من أجل ان نعود الى ما يسمى التبصر في احوالنا وحاجات مجتمعنا من اجل اعادة بناء هذا التخريب الذي جرى والخروج من هذه المأزق".

واعتبر انه "اذا مارسنا القدر المطلوب من التبصر والحكمة والرغبة الصحيحة في خدمة مواطنينا فإننا نستطيع حتى مع كل ما جرى نستطيع الخروج من الازمات ولكن هذا الامر يتطلب فعلياً ارادة حقيقية لا تتزعزع ولا تتوقف وبالتالي من خلال هذه المثابرة يمكن إعادة إن شاءالله الخروج من هذه المآزق الكبرى التي وصلنا إليها ولكن ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم".