في ما خص جلسة مجلس الوزراء التي اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزمه الدعوة اليها من قصر بعبدا في زيارته الاخيرة منذ ايام لمناقشة الموازنة، كشفت مصادر الثنائي انه لم يجر معها اي اتصال بهذا الشأن وقالت لـ"الجمهورية": لا رئيس الحكومة ولا اي طرف آخر تحدث معنا او سألنا عن موقفنا وما اذا كنا سنشارك، وما أثير لم يكن سوى زوبعة اعلامية".

ولدى سؤالها اذا كان ميقاتي ينتظر الانتهاء من انجاز مشروع قانون الموازنة قبل توجيه الدعوة الى مجلس الوزراء؟ قالت المصادر: "حتى بهذه النية لم يتحدث ميقاتي لا مع حزب الله ولا مع حركة أمل. ثم انه مَن قال ان مشروع قانون الموازنة أنجز، فهناك امورا كثيرة فيه تحتاج الى اجوبة عن اسئلة ابرزها على اي سعر للدولار يتم احتساب الارقام في الواردات والنفقات وهل السعر الرسمي سيبقى 1500 ليرة ام ان هناك نية لرفعه؟ وهل هناك توجه الى توحيد سعر الصرف؟. هذه عيّنة من اسئلة كثيرة وكبيرة تحتاج الى اجوبة وهذا برسم الحكومة، كما ان هناك لجانا لكل شيء، فأين لجنة مناقشة مشروع الموازنة؟ اما مجلس الوزراء فمعلوم انه فقط يناقش الصيغة النهائية للمشروع ويقرّه و"لنوصل إليها منصلّي عليها".

التهريب الى سوريا

على صعيد مختلف، ذكرت "الجمهورية" بان فضيحة تهريب الخبز إلى سوريا لم تهز المعنيين، موضحة بان التهريب الى سوريا ليس جديداً. فإلى جانب المحروقات التي كانت تُهرّب في الماضي، كان الطحين "المدعوم" أيضاً مادة قابلة للتهريب الى سوريا نظراً لفرق الأسعار، ولا زال.

وبحسب معلومات "الجمهورية"، التهريب تتولاه مافيات محميّة، عبر بوابتين، بوابة الشمال ويتم بغطاء سياسي، وبوابة البقاع ويتم بغطاء حزبي.

نقيب أصحاب صناعة الخبز في لبنان أنطوان سيف، تحدث لـ"الجمهورية" عن عمق المشكل، فأوضح أولاً رداً على سؤال، أن التهريب إلى سوريا مسألة قديمة جديدة، ولَفْت النظر إليها ضروري لأنّ الطحين "مدعوم" ويذهب منه قسم إلى سوريا، ولا يستطيع احد إيقافه، بوجود الحدود الشرعية وغير الشرعية، داعياً الدولة إلى ضبط هذا الأمر.

وشرح أن المشكل هو في قلّة الخبز الموجود في السوق، نتيجة عدم توافر مادة القمح بشكل كاف لدى المطاحن. ففي حين كان المخزون يكفي لستة أشهر باتت كميات القمح لا تكفي لثلاثة.

أما الأزمة في هذا الموضوع فتتمثّل، بحسب سيف، بمسألة فتح الاعتمادات من قبل مصرف لبنان للبواخر الراسية في المياه الإقليمية، وهذا ما يؤدي إلى فقدان مادة القمح في المطاحن، التي ستفتقد حتماً إلى مادة الطحين، فتمتنع بذلك عن تسليم الأفران الكميات اللازمة، وبدورها تفقد الأفران القدرة على إنتاج كميات الخبز اللازمة للسوق اللبناني. وأشار إلى أنّ هناك حلحلة، وهناك بوادر لفتح الاعتمادات من مصرف لبنان ما سيسمح للبواخر التي تحمل القمح بالدخول وإفراغ حمولتها قريباً.

المعارضة السعودية

في هذه الأجواء، يجتمع عدد من المعارضين السعوديين البارزين في بيروت للإعلان عن إطلاق "لقاء"، وهو "تحالف سياسي بهوية إسلامية ثورية"، يعتنق رؤية شاملة حول الواقع السياسي الحالي، ويسعى لـ"رفع الظلم وتحقيق العدل وصولاً إلى التغيير الشامل وإقامة البديل المنشود على المساواة والحرية، وتوفير الشروط الضرورية والإلزامية للحكم الرشيد".

مصادر "لقاء" قالت لـ"الأخبار" إن "التوقيت مرتبط بالذكرى السنوية السادسة لإعدام الشيخ نمر باقر النمر"، إلا أن "لقاء" لم يكن وليد اللحظة "بل كان يعمل لسنوات في مواجهة السياسات الغاشمة للنظام السعودي، وجاءت اللحظة المناسبة للإفصاح عن هويته السياسية في هذه المناسبة العزيزة".