زار وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبد الله بو حبيب الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا واطلعه على نتائج زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية، واللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين في مجلس الامن القومي الأميركي ووزارة الخارجية والتي تناولت العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية.

وأشار الوزير بو حبيب الى انه لمس في خلال المحادثات التي اجراها، دعماً اميركياً واضحاً لدور صندوق النقد الدولي المرتقب في مساعدة لبنان على تجاوز ظروفه الاقتصادية الصعبة، من خلال الإسراع في خطة التعافي التي تضعها الحكومة اللبنانية، وايضاً ضرورة انجاز الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها لبنان، إضافة الى تشجيع المسؤولين الاميركيين على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

ولفت الى ان المسؤولين الاميركيين جددوا التأكيد على دعمهم استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا لتعزيز انتاج الطاقة الكهربائية، واستثناء لبنان من القيود التي يضعها " قانون قيصر"، وان هذا الامر تم ابلاغه الى المسؤولين المصريين. وأوضح الوزير بو حبيب ان المسؤولين الاميركيين يشجعون المضي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وان الموفد الأميركي المكلف هذه المهمة اموس هوكشتاين سيحضر الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة لاستئناف مساعيه بهدف تحريك هذا الملف.

واكد وزير الخارجية ان البحث مع المسؤولين الاميركيين تناول مسألة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني وفق خطة الدعم الموضوعة لهذه الغاية بين القيادتين اللبنانية والأميركية.

وأشار الوزير بو حبيب الى ان البحث تطرق ايضاً الى علاقات لبنان مع دول الخليج، والأوضاع في سوريا ومسألة النازحين السوريين، حيث لاحظ تفهماً من الإدارة الأميركية للموقف اللبناني من هذا الملف اكثر من الماضي.

دبلوماسياً ايضاً، ابلغ الرئيس عون نائبة المنسق الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة المقيمة لانشطة الأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية الدكتورة نجاة رشدي، خلال استقبالها لها قبل ظهر اليوم، ان لبنان يدعم الجهود التي تبذلها في اعداد وتنفيذ برامج تأمين الحاجات الإنسانية للبنانيين، لا سيما في مجالات التعليم والمياه والكهرباء والدواء.

واكد الرئيس عون ان هذه الجهود تواكبها الدولة اللبنانية، التي تعمل من جهتها على تخفيف المعاناة عن العائلات اللبنانية، خصوصاً بعد تنامي الحاجة الى الخدمات الأساسية والضرورية. وشدد رئيس الجمهورية على ان الخطة الطارئة التي اطلقتها الدكتورة رشدي لمدة ثلاثة اشهر لتوفير الوقود للمحافظة على الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي، تركت آثاراً إيجابية، مرحباً بالقرار الذي اتخذ بتمديد العمل بهذه الخطة حتى شهر آذار المقبل.

وكانت الدكتورة رشدي عرضت على الرئيس عون تقريراً بالعمل الذي تقوم به منظمات الأمم المتحدة لمواجهة الأوضاع الإنسانية الملحة في لبنان، لافتة الى ان الأمم المتحدة ستواصل تقديم هذا الدعم، علماً انه يتوجب على الدولة اللبنانية ان تقوم هي ايضاً بما عليها من مسؤوليات في هذا الصدد. وأكدت الدكتورة رشدي ان لا شروط من الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، وليس هناك أي تأثير سياسي على عمل المنظمات الدولية في هذا المجال. وأعربت عن امتنانها للدعم الذي يقدمه رئيس الجمهورية للمشاريع التي تقوم بها منظمات الأمم المتحدة في لبنان والتي تتناول خصوصاً المسألة الإنسانية والصحية والاجتماعية، لاسيما تلك التي تم رصد موازنات مالية لها من الدول المانحة، ومنها تخصيص 6 ملايين دولار لتمويل مشروع لمنظمات غير حكومية متعلقة بحماية

الطفل ومكافحة العنف ضد المرأة وخدمات التعليم لحوالي 29 الف شخص من اللبنانيين والنازحين والمهاجرين.