نبّه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحسب "الاخبار"، إلى أن الضغوط السعودية والإيرانية على لبنان "ستؤدي إلى انهيار البلد كله"، وإلى أن الضغط السعودي لمعاقبة حزب الله "يضرّ بلبنان وليس الحزب"، مشيراً أيضاً إلى الضغط الذي يُمارس على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

وكان جنبلاط وصل إلى موسكو مطلع هذا الأسبوع في زيارة مقررة من العام الماضي، ترافقه ابنته داليا على متن طائرة خاصة يملكها النائب نعمة طعمة، نزل في فندق "ناسيونال" الذي كان يستضيف في الوقت نفسه وفوداً إيرانية إعلامية وتجارية مرافقة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وبحسب مصادر مطلعة، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه جنبلاط، بأن "هذا هو رأينا من الأساس. وروسيا دعت دوماً الأصدقاء السعوديين لكي يغيروا ​سياسة​ الضغوط، خصوصاً مع الحريري الذي يمثل اعتدالاً إسلامياً في المنطقة"، مشيراً إلى أن العقوبات السعودية "لا مبرر لها وهي من دون فائدة" (استخدم تعبير "there is no point"). وأكد لافروف، في المقابل، أن هناك تواصلاً مع الجانب الإيراني لتسهيل عمل الحكومة اللبنانية.

ولمس جنبلاط من الوزير الروسي "مؤشرات كبيرة للتفاؤل". إذ أكد الأخير أن مفاوضات فيينا النووية تسير بشكل "جيد جداً"، وأنه "خلال وقت ليس ببعيد"، سيتم توقيع الاتفاق للعودة لخطة العمل الشاملة المشتركة. كذلك أبدى لافروف تفاؤلاً بـ"مؤشر جيد جداً" يتعلق بسير بالمفاوضات السعودية - الإيرانية. إذ إن معلومات الخارجية الروسية تفيد بأن "المفاوضات التي تجرى في بغداد أحرزت تقدماً كبيراً، وستظهر بشائرها قريباً عبر فتح السفارتين في طهران والرياض". لذلك، فإن الخارجية الروسية تراهن على هذه المتغيرات لما لها من انعكاسات إيجابية على لبنان.

من جهته، بحسب المصادر، أيّد جنبلاط وجود مثل هذه الأجواء، مشيراً في هذا السياق إلى موافقة ثنائي أمل وحزب الله على العودة إلى الحكومة، "وهو مؤشر إيجابي". وأضاف جنبلاط أن موقف الثنائي الشيعي في تعليق المشاركة في جلسات مجلس الوزراء كان مبنياً على أسس دستورية نتيجة رفض مخالفة جهات قضائية للدستور، في إشارة إلى آلية عمل المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار. كما لفت انتباه لافروف إلى أنه إضافة للإيجابية في المفاوضات السعودية - الإيرانية، نشهد تقدماً في المحادثات السورية - السعودية، الأمر الذي أيّده لافروف بالقول: "صحيح، صحيح، ولطالما كنا ندعو العرب إلى عدم التخلي عن سوريا"، فردّ جنبلاط بأن "ابتعاد العرب عن سوريا آذى سوريا والعالم العربي كله". وهنا، سأل الضيف اللبناني الوزير الروسي ما إذا كان يعتقد بأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية قريبة، فأجاب لافروف أن "لا معطيات لديّ، لكن اعتقد بأن قطر ربما لا تزال ترفض الأمر وقد يكون ذلك بتأثير من تركيا". لكنه شدّد على أن عودة سوريا إلى الجامعة "مهمة للعالم العربي".

التحالف الانتخابي بين أمل والتيار واقع

على الصعيد الانتخابي، وعلى رغم الخلاف بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، تحديداً بين قيادتي الفريقين، والاتهامات المتبادلة بينهما، والتي تخطّت كلّ السقوف، يبدو أنّ التحالف الانتخابي بين الجهتين أمر واقع. وذلك انطلاقاً من أنّ "أمل" و"حزب الله" يخوضان الانتخابات معاً في كلّ الدوائر أو في غالبيتها بلوائح مشتركة، وبالتالي، إنّ التحالف الانتخابي بين "الحزب" و"التيار"، الذي يؤدّي الى انضمام مرشّحي "التيار" الى لائحة "الثنائي"، يعني خوض "التيار" و"أمل" الانتخابات معاً ضمن لائحة واحدة، بحيث تكون أصوات كلّ طرف من الأطراف الثلاثة لهذه اللائحة التي تضمّهم معاً.

أمّا لجهة الترشيحات، ذكرت "الجمهورية" بانه ما زال "باكراً" إعلانها بالنسبة الى "الحركة"، أمّا المحسوم لدى الحركة فهو ترشيح النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر مجدداً، ولا تعتبر "أمل" أنّ ترشيح هذين النائبين المدّعى عليهما في قضية انفجار مرفأ بيروت، سيؤثر سلباً عليها وعلى نتيجة التصويت، بل بالنسبة إليها إنّ شعبية النائبين ازدادت.

وبالنسبة الى التحالف مع "التيار الوطني الحر"، تقول مصادر "أمل": "إذا تحالف "التيار" مع "الحزب" في المناطق التي ننوجد فيها، سنعطيه انطلاقاً من أنّنا أساساً نعطي "الحزب"، أي نعطي اللائحة التي نشارك فيها، تماماً مثلما إذا كنا مع "الحزب" في دوائر أخرى و"التيار" يريد أن يُعطي "الحزب" يكون يعطينا". وتشير الى "أنّنا لم نعترض على التحالف مع "التيار" أساساً".