توفيت فجر اليوم الطفلة سهام مروان شاهين، البالغة من العمر أربعة أشهر، حيث يقول أهل الطفلة أن إدارة ​مستشفى حمود​ الجامعي رفضت إدخال الطفلة الى غرفة العناية المركزة قبل تأمين مبلغ وقدره 10 ملايين ليرة.

والد الطفلة

تواصلت ​النشرة​ مع والد الطفلة، الذي روى ما حصل معهم خلال ليلة أمس من البداية، مشيرا الى أن "سهام غابت عن وعيها في المنزل مساء أمس الخميس، فتوجهنا بسرعة قصوى الى مستشفى قريب في ​مدينة صور​، حيث أجريت لها الفحوصات اللازمة بكل تفان، وكان الجميع يعملون مع الطفلة بإخلاص وضمير حي، ووضعوا لسهام ماكينة ​الأوكسيجين​، وطلبوا منا أن تبقى تحت المراقبة لمدة 24 ساعة".

وتابع الوالد المفجوع: "اتصلنا بالدكتور علي غريب، الذي كان ينسق مع الدكتور مصطفى صفي الدين الذي اهتم بطفلتنا في المستشفى، فاتصل الأول بمستشفى حمود في ​صيدا​، ونسق مع رئيس قسم ​الأطفال​ هناك، وطلب أن تصل بإسعاف الى صيدا، وأبلغنا بأنه سيعلم المستشفى بحالة الطفلة وكيفية التعامل معها".

وأكمل السيد مروان شاهين في حديثه لـ"النشرة": "توجهنا في وقت متأخر من ليل أمس بالإسعاف الى مستشفى حمود الجامعي في صيدا، وقلنا لهم أن الطفلة تبكي من الجوع الا أنهم قالوا بأن إطعامها ممنوع حتى تشخيص المرض، وكانت حالتها طبيعية الا أنها تبكي لكنها كانت سليمة مئة بالمئة، دخلنا الى الطوارئ لكن كان هدفنا العناية، وبهذه الأثناء طلب الطاقم الطبي مني أن أفتح ملفا، وهذا ما حصل، ذهبت لأفتح الملف لأتفاجأ باشتراطهم دفع مبلغ 10 ملايين ليرة، قُلتُ لهم بالطبع سأدفع لكن أموالي في منزلي قرب مدينة صور، وأحتاج الى ساعتين لتأمينه، لكنه أصر بالبداية أنه لا يمكن إدخالها الى غرفة العناية المركزة الا بعد دفع المبلغ. الا أنه لاحقا وعدني بأنه خلال وقت إحضار الأموال من صور سيدخلونها إن ساء وضعها".

وأضاف: "عند الساعة الـ1:33 أرسلت لي زوجتي صورة لطفلتنا وهي من دون آلة التنفس، وقالوا لزوجتي أن هذا الإجراء هو لنرى إن كانت ستتنفس طبيعيا أم أنها فعلا بحاجة لتنفس إصطناعي، مشددين مرة أخرى على أنه لا يمكن إدخالها الى العناية المركزة الا بعد دفع المبلغ، وبعد نحو ساعة من مطالبة زوجتي للطاقم الطبي بالنجدة، لأن شكل الطفلة ولونها يتغيران، أدخلوها الى غرفة الإنعاش، وبعدها أعلمونا بأنها فارقت الحياة".

وقال والد الطفلة: "قتلوا لي ابنتي من أجل ​المال​، وكان قريبي قد عرض عليهم مبلغ 150 دولارا الا أنهم رفضوا وقالوا بأنهم لا يتقاضون الا بالليرة اللبنانية، وطلبنا منهم أخذ هوياتنا مقابل إدخالها الى العناية المركزة، لكنهم أصروا على قتل ابنتي"، مناشدا عبر "النشرة"، وزير الصحة العامة بالتدخل السريع وفتح تحقيق شفاف بالحادثة كي لا يموت الأطفال بسبب المال.

مستشفى حمود الجامعي

بدورها أوضحت مستشفى حمود الجامعي أنه "يتداول بعض الاشخاص والمواقع وصفحات التواصل الاجتماعيّ، خبرًا مفاده أنّ المستشفى تمنّع عن استقبال المريضة سهام مروان شاهين لاعتبارات مادّيّة، الأمر الّذي أدّى إلى وفاتها. وأمام زيف هذه المزاعم نوضح أن الخبر المزعوم المُتداول عارٍ عن الصحّة وينطوي على تشهير مُتعمّد بسمعة المستشفى، إذ إنّها استقبلت المريضة بتاريخ 27/1/2022 في الساعة 10:53 العاشرة وثلاثة وخمسون دقيقة بعد أن وصلت إليها منقولةً من مستشفى آخر، من دون إعلام مستشفى حمّود بأمر نقلها، ورغم ذلك سارع الطاقم الإداريّ والطبّيّ إلى استقبالها وإدخالها واخذ العلامات الحيوية لها فور وصولها ( ( vital signsفي الساعة 10:53 العاشرة وثلاثة خمسون دقيقة ليلاً، ومعاينتها من قبل طبيب في الساعة 11.00 الحادية عشر ليلاً، وحُجز غرفة لها في المستشفى في الساعة 11:30 الحادية عشر والنصف مساءً، وتمت اجراء الفحوصات اللازمة ومن ضمنها فحص الدم وتصوير شُعاعي ( x-ray )".

وتابع البيان: "اثناء انتظار نتائج الفحوصات تعرّضت المريضة لتشنج واضطرابات كهربائية في الدماغ (صرع)، فقُدمت لها العلاجات العاجلة واللازمة. كذلك تبين بنتيجة الصور والفحوصات أن المريضة تعاني من تضخّم خُلقي في القلب، وتوفاها الله في الساعة 3:55 الثالثة وخمسة وخمسون دقيقة من يوم 28/1/2022، اي بعد خمس ساعات من دخولها المستشفى، وعليه، فإن المريضة قد تلقت الفحوصات والمعاينة والصور وقُدمت لها العلاجات وكامل الخدمات الطبّيّة والاستشفائيّة اللازمة دون اي تأخر أو تلكؤ، ومن دون أن تتقاضى المستشفى مالًا أو تطلب أو تشترط أيّ مبالغ ماليّة لحظة الدخول خلافًا لما يتمّ تداوله، وبالتالي فلا صحّة لما تمّ ويتم تداوله عن اشتراط المستشفى لأية مبالغ مالية قبل إدخال المريضة، وإن المبلغ المُسدد من اهل المريضة تمّ دفعه في الساعة 3:08 الثالثة وثمانية دقائق فجراً اي بعد ما يقارب اربع ساعات من ادخال المريضة وقد أُعيد منه مبلغ مليونان وتسعمئة الف ليرة لأهل المريضة في الساعة 4:12 الرابعة واثني عشر دقيقة فجراً، بحيث بلغ كامل المبلغ المُسدد مليونين ومئة الف ليرة لبنانية فقط لا غير".

وطالبت ادارة مستشفى حمود الجامعي ​وزارة الصحة​ بإجراء كافة التحقيقات اللازمة في ملف الطفلة، لإزالة اي التباس وتبيان الحقيقة كاملة، ليُبنى على الشيء مقتضاه".

وبين اتهام الأهل ونفي المستشفى، ننتظر الرد من وزير الصحة بفتح تحقيق بالحادثة الأليمة، لإعطاء كل ذي حق حقه.