تشكّل قضية ارتفاع الأسعار بشكل كبير أزمة حقيقية أرهقت كاهل المواطن اللبناني، الذي تعوّد على الارتفاع عند صعود أو إنخفاض الدولار... عندما ارتفع الدولار، في الفترة الماضية، من 14 الف ليرة إلى 17 ألف ليرة أقفلت السوبرماركت أبوابها والسبب أنها لم تعد تعرف كيف تسعّر، ولكن في حال صعود او تراجع سعر الدولار كانت الأسعار في السوبرماركت تحلّق ولا تتراجع أبدًا في ظل كذب ورياء المعنيين من المتملّقين الّذين يظهرون في أثواب الحملان على وسائل الاعلام وهم ذئاب كاسرة!.

إذا رفعت السوبرماركت أسعارها في حينها وأقفلت أبوابها، كانت عند عودة العملة الخضراء الى الانخفاض لم تغيّر شيئًا، وعندما تسأل عن السبب يأتيك الجواب: "هناك هامش متحرّك وهو ارتفاع الدولار".

قبل فترة قصيرة، تكرّر المشهد نفسه مع ارتفاع الدولار عشرة الاف ليرة في أسبوع حتى ناهز 33 الف ليرة، حيثت تهافت العمال في المحلات التجارية إلى تغيير الأسعار، بهدف رفعها بشكل جنوني لدرجة أن إحتساب الأسعار مع الفارق في ارتفاع الدولار بات صعباً جداً.

حتى الامس القريب ورُغم كل الدعوات إلى أن تخفض السوبرماركت أسعارها لم يحصل ذلك اطلاقًا عند الغالبيّة، إلى أن قامت وزارة الإقتصاد بجولات عليها وتسطير محاضر ضبط في بعضها، عندها بدأ المواطن اللبناني يلاحظ نوعاً من إنخفاض الأسعار الذي حلّق بعد وصول الدولار إلى 33 الف ليرة ولم ينخفض بعدها.

"النشرة" قامت بجولة على عدد من السوبرماركت، تستطلع أسعار السلع فيها والفارق في الأسعار بين واحدة وأخرى. البارز أن هناك منها من خفّض أسعار بعض السلع في حين أن سلعا أخرى بقيت على حالها. وأبرز مثال على ذلك هو الزيت، واليكم الفارق بين واحدة وأخرى بنفس النوعية والكمية والحجم، زيت سليم في إحدى السوبرماركت الكبرى على طريق صيدا القديمة بحجم 4 ليتر بلغ 177950 ليرة، في حين أن سعره في سوبرماركت أخرى في فرن الشباك يصل إلى 198995 ليرة أي بفارق 21 الف ليرة، أما بالنسبة الى زيت سليم 1.8 ليتر فسعره في السوبرماركت نفسها على طريق صيدا القديمة 81950 ليرة، بينما في السوبرماركت في فرن الشباك 93400 ليرة... فأي أرباح تحقّقها تلك السوبرماركت في ظلّ هذه الارقام؟!. لا بدّ أنّها أرقام النصب والاحتيال.

في "الطحينة" المصيبة الكبرى، حيث الفارق في سعر طحينة اليمن الاساسي (الوزن 400 غ) لا يصدّق. ففي سوبرماركت على طريق صيدا القديمة بلغ سعرها 46950 ليرة، بينما في السوبرماركت في فرن الشباك، هي نفسها بنفس النوعية والوزن، بلغ 96995 ليرة... أي الفارق بلغ 50 ألف ليرة بين الأولى والثانية، فأين وزارة الإقتصاد من هذا الأمر من هذه السرقة؟!.

أبعد من ذلك علبة سمك "الطون" نفسها، إنتاج شركة Monarch في السوبرماركت على طريق صيدا القديمة سعرها 25950 ليرة، بينما في سوبرماركت فرن الشباك سعرها 38895 الف ليرة لبنانية... أي أن الفارق 13 الف ليرة في العلبة الواحدة.

في "مرطبان المايونيز" وإذا أخذنا نفس الماركة Dollys (250 غ) في سوبرماركت في فرن الشباك 29295 الف ليرة، بينما في سوبرماركت على طريق صيدا القديمة Dollys (500 غ) بـ41950 الف ليرة... (أي أن الفارق يساوي 250غ+250غ) واذا قارنا بنفس الصنف على نفس وزن (500 غ) يكون في مجمع المايونيز 18 ألف ليرة تقريباً.

الـDay Cappucino with choco grauble (الكيس) في السوبرماركت على طريق صيدا القديمة 64950 الف ليرة، بينما في فرن الشباك 89650 الف ليرة... أي أن الفارق في هذا الصنف هو حوالي 24 الف ليرة.

"النشرة" عرضت عيّنة مما يحصل في الاسواق اللبنانيّة، مقدّمة مقارنة بين سوبرماركت وأخرى، والواضح هنا أن الارباح التي تجنيها السوبرماركت خيالية... واليوم تدعو "النشرة" وزارة الاقتصاد الّـي تقوم بجولات وتسطّر محاضر ضبط، أي تقوم بغارة على عصابات التشبيح وافلاس جيوب اللبنانيين. فأين هي من هذا التقرير ومن مضمونه خصوصاً وأن الدولار مستقرّ على 21 الف ليرة تقريباً منذ أكثر حوالي الاسبوعين؟!.

​​​​​​​

​​​​​​​