عقد رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​، عدّة لقاءات على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن في ​ميونخ​، مع وزير الخارجيّة الفرنسيّة ​جان إيف لودريان​، وزير الخارجيّة المصريّة سامح شكري، وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبد اللهيان، رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ووفد من الكونغرس الأميركي.

وكشفت مصادر دبلوماسيّة لصحيفة "الجمهورية"، عقب عودة ميقاتي من ميونخ مساء أمس، أنّ "لودريان سيزور ​لبنان​ مطلع الأسبوع المقبل، في حال لم تتطوّر الأوضاع في ​أوكرانيا​ عسكريًّا، وسط التكهّنات بأنّ الاجتياح الرّوسي لها بات على قاب قوسين أو أدنى".

الكتل النيابية​ أمام إختبار اليوم وغدًا

في السّياق نفسه، لفتت مصادر مطّلعة لـ"الجمهوريّة"، إلى أنّ "كلّ هذه التحرّكات والمعطيات إن دلّت على شيء، فعلى أنّ لبنان ما زال على أجندة الاهتمام الدّولي، رغم الانشغال بالأزمات الأكثر سخونة، وهذا الاهتمام قد برز أيضًا من خلال التّشديد المتواصل على ضرورة إجراء ​الانتخابات النيابية​ في موعدها".

على صعيد آخر، أشارت أوساط سياسيّة مواكِبة لجدول أعمال ​جلسة مجلس النواب​ اليوم وغدًا، لـ"الجمهوريّة"، إلى أنّ "الكتل النيابية ستكون أمام اختبارٍ للنيّات حيال هذين قانونَي المنافسة واستقلاليّة القضاء المفصليَّين، الّذي ينهي أوّلهما الحماية للوكالات الحصريّة، مع ما يعنيه ذلك من تهديد مصالح شركات كبرى تتمثّل في المجلس عبر لوبي نيابي عابر للإصطفافات السّياسيّة والطّائفيّة". وأوضحت أنّ "المحكّ الآخر ينطوي على اختبار صدقيّة القوى السّياسيّة في تحقيق استقلاليّة القضاء وتحريره من التدخّلات في شؤونه"، متسائلةً عمّا إذا "كانت تلك القوى ستتنازل عن أحد امتيازاتها، وتمنح القضاء استقلاليّة حقيقيّة؟".

دبلوماسي غربي رفيع: ضغطنا في ​ليبيا​ أكثر من لبنان لإجراء الانتخابات فلم تُجرَ

ذكرت صحيفة "الأخبار"، أنّ "ما سمعه مسؤول رسمي من دبلوماسي غربي رفيع، عن شكوك محتملة بإزاء إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أعاد الاعتبار إلى حدّ ما إلى الشّائعات والمخاوف من أنّ الاستحقاق ربّما كان في خطر".

ولفتت إلى أنّ "ردًّا على سؤال المسؤول الرّسمي عن جديّة الضّغوط المتلاحقة الّتي يثابر عليها ​المجتمع الدولي​، وتأكيد إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها المعلَن، قال الدّبلوماسي الرّفيع الزّائر: أنا هنا أمثّل المجتمع الغربي. ضغطنا لإجراء الانتخابات النيابية الليبية الّتي كانت مقرَّرة في نهاية السّنة المنصرمة أكثّر ممّا نضغط الآن في لبنان، إلّا أنها تأجّلت وفُرض أمر تأجيلها على المجتمع الدولي الّذي قَبِلَ على مضض". وتساءل: "ماذا عسانا أن نفعل أكثر؟ ما مانع أن لا يتكرّر ذلك هنا أيضًا. هذا لا يعني أننا نوافق على تأجيل الانتخابات أو نتقبّله. ماذا نفعل إذا كانت ثمة إرادة بالتأجيل فُرضت هنا؟".