"​حزب الله​ منطقيّ، وترك للحكومة التعاطي مع ملف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وهو يدعم ما سيتقرّر في هذا المجال في ضوء نتائج المفاوضات والخطّ الرسمي الذي سيُعتمد، سواء كان 23 أو غيره"، بهذه العبارة أجاب رئيس الجمهورية أمس على سؤال حول كيفية تعامل الحزب مع ملف ترسيم الحدود، وفي حين أشار أمين عام حزب الله السيد ​حسن نصرالله​ في أكثر من مناسبة بأن ترسيم الحدود متروك للدولة والمقاومة سوف تتصرف إذا رأت أن نفط لبنان في دائرة الخطر، جاء تصريح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​محمد رعد​ ليؤكد كلام نصرالله.

وبينما اعتبر البعض ان موقف رعد جاء مفاجئا وعالي النبرة، رأى المدير العام السابق لوزارة الإعلام، ​محمد عبيد​ المطلع على هذا الملف، بأن موقف رعد أكثر من طبيعي.

عبيد وفي حديث لـ"النشرة"، ذكّر بأن "موقف حزب الله بالوقوف خلف الدولة في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، استند الى معطيات كانت متوافرة لدى الحزب بأن الدولة اللبنانية تقف في التفاوض عند الخط 29 ، وليس بين الخط 23 وخط هوف"، معتبرًا أن "الموقف المستجد باعتماد الخط 23 هو السبب خلف موقف الحزب المستجد".

وتابع عبيد :"أعتقد أن الاسلوب الذي اتبعه الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، وإعلانه الصريح والواضح خلال مقابلة مع قناة الـ"LBCI" بأن التفاوض يجب أن يتم بين الخطين 1 و 23 وأن من يذهب للتفاوض عليه أن يعلم بضرورة تقديم تنازلات، كل هذه المعطيات، بالاضافة الى غياب أي رد من قبل الدولة اللبنانية، دفع بحسب اعتقادي حزب الله الى وضع النقاط على الحروف، لانه لا يمكن الذهاب الى تنازل يعبر عن ضعف لبنان وليس قوته المتمثلة بالمعادلة الثلاثية".

كما شدّد عبيد على ضرورة أن تعود الدولة اللبنانية الى آلية التفاوض غير المباشر وليس الاعتماد على الجولات المكوكية للوسيط الاميركي، الذي يذكرنا بجولات فيليب حبيب في العام 1982 والتي افضت الى اتفاق 17 ايار.

وكان رعد قد أكد خلال حفل تأبيني في بلدة كفرفيلا أن "الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي".

اضاف: "نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و"ليبلطوا البحر". لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قويا من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول".