لفت وزير الثّقافة ​محمد وسام المرتضى​، خلال إطلاقه فعاليّات شهر الفرنكوفونية، في مؤتمر صحافي بمقرّ المكتبة الوطنية في الصنائع، إلى "أنّنا حرصاء اليوم على تنظيم هذا المؤتمر، لإطلاق نشاطات شهر الفرنكوفونيّة الّذي تنظّمه وزارتنا بالتّعاون مع شركاء أعزاء، ولتّأكيد انتمائنا إلى القيم الإنسانيّة الّتي يتشارك فيها أبناء العائلة الفرنكوفونيّة المتعدّدة الثّقافات واللّغات والجهات، من شمال المعمورة الغربي إلى جنوبها الشرقي، مرورًا بإفريقيا والشّرقَين الأدنى والأوسط".

وأشار إلى أنّ "ما انتساب ​لبنان​ عام 1973 إلى منظمة الفرنكوفونية الدولية، واحتضانه القمّة التّاسعة للفرنكوفونيّة المنظَّمة عام 2002 في ​بيروت​ حول موضوع حوار الثّقافات، وتوقيعه الاتّفاق اللّغوي عام 2010، واتّفاق فتح مكتب إقليمي دائم في بيروت، إلّا تأكيد على تشبّث بلد الأرز بالبقاء مركزًا للإشعاع الفرنكوفوني وسط ​العالم العربي​ و​الشرق الأوسط​، بالنّظر لما يشكّله هذا الوطن من موضع لقاء وجسر تواصل ومناخ حريّة".

وأكّد المرتضى "دعم التّعاون الثّقافي مع الدّول الفرنكوفونيّة"، مركّزًا على أنّه "إذا كان سبب إنشاء الفرنكوفونيّة بمبادرة من الفيلسوف الكبير والشّاعر ليوبولد سنغور، هو وضع اللّغة الفرنسيّة في خدمة التّضامن والتطوّر والتّقارب بين الشّعوب بالحوار الدّائم بين الحضارات، فإنّي أنتهز هذه المناسبة لأعبّر عن إرادتنا الصّلبة، في تدعيم التّعاون الثّقافي المتبادل مع الدّول الفرنكوفونيّة صديقة لبنان، وفي توثيق التّبادل الثّنائي مع الهيئات الفرنكوفونيّة، خاصّةً مع منظّمة الفرنكوفونيّة الدّوليّة ومنظّمة الجامعيّين الفرنكوفونيّين؛ وذلك بغرض إعطاء قطاع الثّقافة اللّبناني المكانة المميّزة الّتي يستحقّ تبوّأها في مشاريع النّهوض بالبلد".

ونوّه بـ"الابداع اللّبناني المنتشر في العالم، رغم الصّعوبات والأزمات الّتي تواجهه، وآخرها فاجعة ​انفجار مرفأ بيروت​"، مبيّنًا أنّ "هذا القطاع أُصيب في الصّميم نتيجة لفاجعة انفجار مرفأ بيروت، وبسبب الأزمات الصحيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المتلاحقة. وعلى الرغم من ذلك، ما زال الإبداع اللبناني متألّقًا، هنا وفي المغتربات حيث ينتشر المثقّفون اللّبنانيّون عارضين نتاجهم الفنّي والأدبي والإنساني". وذكر أنّ "من أجل هؤلاء، بل من أجل الوطن كلّه، نحن مدعوّون لتقديم الدّعم للمبدعين، من أجل إغناء التّراث الثّقافي لبلدنا لمساحتنا الفرنكوفونيّة بمنتجات ثقافيّة متجدّدة وخلّاقة".

وشدّد على أنّ "هذا البلد أثبت على مرّ التّاريخ، أنّه وطن الفكر المنفتح على الآخر المختلف، ووطن الإيمان بالإنسان وبحقّه في الحياة الكريمة غير الخاضعة لأيّ احتلال أو اعتداء أو استبداد. والمنارات اللّبنانيّة الّتي أضاءت على شطوط جميع اللّغات، ستبقى عنوانًا لدور هذا الوطن في بناء الحضارة العالميّة، الّتي تعمل الفرنكوفونيّة على توطيدها".