بعد أسابيع من التفاؤل بشأن إمكانية انتهاء محادثات ​فيينا​ بالتوصل إلى ​اتفاق نووي​، يعيد كلاً من ​إيران​ و​الولايات المتحدة​ للالتزام بالاتفاق الموقع في عام 2015، تسببت مطالب ​روسيا​ التي تعرضت لعقوبات كبيرة جراء "غزو" ​أوكرانيا​، في "تعقّد الموقف" بفيينا.

وكشف دبلوماسيان لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن "المحادثات النووية الإيرانية على شفا الانهيار"، وأضافوا أن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود"، وأرجعوا السبب إلى "المطالب الروسية في اللحظة الأخيرة".

وتشترط روسيا تضمين الاتفاق "إعفاء أي شراكة مع إيران في المستقبل من عقوبات ​الاتحاد الأوروبي​ والولايات المتحدة"، وهو ما اعتبرته المجلة "خطوة متأخرة" من قبل موسكو للرد على العقوبات التي تواجهها بعد غزو أوكرانيا.

وذكر الدبلوماسيون، بحسب المجلة، أن المفاوضين في فيينا، بما في ذلك الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان والصينيين، بالإضافة إلى كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي "لم يجدوا الطريقة للرد على المطالب الروسية".

وتبدو إيران حريصة على إنهاء المفاوضات سريعاً والتوقيع على الاتفاق، بالنظر إلى الإيرادات المحتملة التي يمكن أن تكسبها من تصدير النفط مع ارتفاع الأسعار الآن، وحاجتها إلى تخفيف العقوبات، بحسب "بوليتيكو".

واعتبر مسؤول غربي كبير مطلع لـ"بوليتيكو"، أن "المطالب الروسية مستحيلة، لأن المفاوضات في فيينا تدور حول إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال لاتفاق 2015، وليس بشأن فرض عقوبات على موسكو".

وحضّت ​الخارجية الأميركية​، على لسان المتحدث باسمها نيد برايس، روسيا على المساعدة في تحقيق العودة للاتفاق النووي، قائلاً إن ذلك "في مصلحة موسكو"، وشدد على أن "الوقت قصير"، وأن "القضايا الرئيسية لا تزال دون حل".

وأضاف برايس: "لقد قلنا ذلك بشكل واضح، العقوبات الجديدة المتعلقة بروسيا لا علاقة لها على الإطلاق بالاتفاق النووي، كما أننا لا نعتزم تقديم أي شيء جديد أو محدد لروسيا فيما يتعلق بالعقوبات".

وقدم كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، الثلاثاء، مطالب موسكو إلى ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريكي مورا.

ووفق "بوليتيكو" فإن الطلب الروسي "لم يكن بسيطاً" مثلما توقعه المفاوضون، بأن يكون طلباً للإعفاء من العقوبات، لتمكين روسيا من أداء دورها في تنفيذ الاتفاق النووي.

وأوضح مسؤولون مطلعون على المفاوضات للمجلة، أن توقيع الاتفاق النووي دون روسيا "أمر ممكن نظرياً"، مضيفاً: "سيتطلب الأمر في المقام الأول العثور على دولة أخرى، مثل الصين أو ربما كازاخستان، لشحن فائض اليورانيوم المخصب من إيران، واستبداله باليورانيوم الطبيعي، والعمل مع إيران لتحويل محطة فوردو النووية إلى منشأة بحثية".

وبصرف النظر عن العقبة الروسية، قال مسؤولون لـ"بوليتيكو"، إن مسودة الوثيقة المكونة من 20 صفحة تم الانتهاء من أغلبها، مع استمرار بعض التعديلات الصغيرة.

وأشار أشخاص مطلعون على المحادثات في فيينا، إلى أنه "تم الاقتراب من حل وسط بشأن الطلب الإيراني المثير للجدل، برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب"، ولفت الدبلوماسيون إلى أن "بعض التفاصيل الصغيرة لا تزال قيد الإعداد بشأن هذه القضية".

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حاول المفاوضون الإسراع للوصول إلى توقيع الاتفاق، مدركين أن الحرب الروسية في أوكرانيا تشكل تهديداً للمحادثات المعقدة أساساً.

وذكرت "بوليتيكو" أن علامات الإجهاد بدأت تظهر على المفاوضين بسبب الأشهر الطويلة من المفاوضات "الدقيقة"، إذ يمضون ساعات عدة في التفاوض على تفاصيل عدة في مسودة الاتفاق.