بعد رفع الصوت للتصدي لأزمة الغذاء داخل سجون لبنان جراء تخفيف عدد الوجبات والكميات التي تُقدم للسجناء نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يرزح تحتها البلد منذ عامين، دخلت الأزمة اليوم مرحلة جديدة وأشد خطورة بعد تعذر تأمين علاج الكثيرين من المرضى السجناء ما أدى لوفاة 7 منهم خلال الشهر الماضي، حسب ما أكد كل من "مدير مركز حقوق السجين" في نقابة المحامين في طرابلس محمد صبلوح ورئيسة جمعية "نضال لأجل الإنسان" ريما صليبا، وهو ما نفاه مصدر أمني قائلاً: "إننا لا نزال نؤمن الطبابة 100 في المائة للحالات الطارئة".

وكانت إدارة السجون تتكفل بتأمين العلاج والأدوية لكل السجناء، لبنانيين وأجانب قبل عام 2019، لكن هؤلاء اليوم أصبحوا متروكين لمصيرهم جراء شح السيولة في كل مؤسسات الدولة، فباتت المستشفيات تطالب السجناء تماماً كما تطالب كل المواطنين بدفع تكاليف علاجهم قبل دخول المستشفى وبالدولار الأميركي نقداً.

ويقر مصدر أمني بأن الحالة في السجون وخصوصاً موضوع الطبابة "يُرثى لها"، موضحاً أن "الموازنة المخصصة لعلاج المرضى وتأمين أدويتهم تندرج ضمن موازنة قوى الأمن الداخلي التي باتت محدودة جداً نتيجة انهيار سعر الصرف"، مضيفاً لـ"الشرق الأوسط": "الضابط أو العنصر في قوى الأمن والسجين يخضعون لنفس الآلية. حتى أننا نعطي الأفضلية حالياً لمعالجة السجين وإعطائه الدواء على عنصر قوى الأمن من منطلق أن العنصر قادر بطريقة ما أن يتدبر أموره، أما السجين فلا يستطيع ذلك وهو داخل زنزانته".

ونفى المصدر أن يكون أي سجين قد توفي بسبب نقص الطبابة، "فنحن لا نزال نؤمن الطبابة 100 في المائة للحالات الطارئة وهذا خط أحمر بالنسبة لنا". واشار إلى أن "تفشي حالات الجرب ليس مرده لنقص في الأدوية أو العلاج إنما لعدم توافر ملابس وفرش جديدة للسجناء المصابين".

ويبلغ عدد السجون اللبنانية 25 سجناً ويبلغ عدد السجناء حسب إحصاء حديث 6989 سجيناً موزعين ما بين 5391 في ​سجن رومية​ المركزي والسجون الأخرى، و1598 موقوفاً في النظارات وقصور العدل وأماكن الاحتجاز التابعة لقوى الأمن الداخلي. واللافت أن 40 في المائة من ​السجناء في لبنان​ هم من غير اللبنانيين. ويشكو مسؤولون عن السجون عدم تجاوب "الأونروا" و"مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" مع طلبات رسمية لمساعدة السجناء السوريين والفلسطينيين.

وقال المصدر الأمني إن الاكتظاظ في السجون وبالتحديد في "رومية" بلغ مؤخراً مستويات غير مسبوقة وخصوصاً نتيجة الإضرابات المتواصلة للقضاة ما يؤخر الكثير من المحاكمات.