غاب القرار السياسي الذي كان يرسم أطر اللعبة الإنتخابية في دائرة الشمال الأولى(عكار)، نتيجة موقف رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، ولم يعد هناك قيادة تضبط التفلت الإنتخابي الذي يحصل بفعل تسابق المرشحين. علماً ان الناخبين السنّة هم الذين يحدّدون معالم المعركة الإنتخابية في هذه الدائرة، وبالتالي هم التائهون حالياً بين توجيهات النائب وليد البعريني الذي يُقال عنه انه يتصرف على اساس انه بات الرقم الصعب بغياب الحريري عن المشهد، وبين تصرفات كل من النائبين محمد سليمان، وهادي حبيش المربكة.

يحاول كل من الثلاثي الإيحاء بأنه الحريص على تركة الحريري الشعبية، بعدما صدّوا معاً الباب بوجه محاولات رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة الدخول الى عكار.

لكن حسابات كل من الثلاثي البعريني وسليمان وحبيش تختلف عن الآخر: وعد الأول المرشحة جولي حنا بضمّها الى اللائحة عن المقعد الارثوذكسي، الأمر الذي اثار حبيش بسبب قلقه من عدم حصول اللائحة على اكثر من ثلاثة حواصل، المسألة التي تهدد فوزه من ضمن حصة اللائحة، ومحاولته جذب حنا الى لائحة بديلة.

لذا، استطاع حبيش ان يقنع "ابو عبدالله"(سليمان) بوجوب تأليف اخرى ترتكز عليهما، لتأمين فوزهما مع حنا.

وتفيد المعلومات ان المشهد في عكار صار يشبه الكرنفال، في ظل تعدد المرشحين الطامحين عند القوى التقليدية ومجموعات "التغيير"، ودخولهم في سباقات علنية وجانبية تؤدي الى فرط اللوائح لا الى توليفها.