وصل رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والوفد المرافق، الى مطار فيوميتشينو في ​روما​، في زيارة رسمية الى حاضرة ​الفاتيكان​ للقاء البابا فرنسيس، كما يزور للمناسبة نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي الرئاسي.

وكان في استقبال الرئيس عون والوفد المرافق على أرض المطار المونسنيور جوزف مورفي رئيس التشريفات في الكرسي الرسولي والسفير البابوي فرانشيسكو كاناليني ممثلين الحبر الأعظم، والمستشار كارميلو فيكارا من التشريفات الدبلوماسية في وزارة الخارجية الايطالية، إلى جانب سفير لبنان لدى حاضرة الفاتيكان الدكتور فريد الياس الخازن وسفيرة لبنان في ايطاليا السفيرة ميرا الضاهر، والمعتمد البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، ووكيل المعهد الحبري في روما الأب جوزف صفير، والاب انطونيوس الشويفاتي من محكمة الروتا في الفاتيكان وكيل جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة.

واعرب رئيس الجمهورية عن سروره لوجوده في روما، مؤكدا على الاهمية التي يعلقها على لقائه، للمرة الثانية في خلال عهده، الحبر الاعظم البابا فرنسيس بالنظر الى عمق العلاقات التي تربط لبنان وابناءه من كافة الطوائف بالكنيسة والاحبار الأعظمين. وشدد الرئيس عون على "ان لبنان يجتاز منذ فترة مرحلة قاسية من الصعاب الاقتصادية والاجتماعية انفجرت نتيجة تراكمات تعود لسنوات من ادارة خاطئة للشأن العام، تفاقمت مع انتشار وباء كورونا والانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وسبب كارثة انسانية كبرى واضرارا في الارواح والممتلكات"، معتبرا في الوقت عينه "أن للكرسي الرسولي مكانة خاصة في قلب كل لبناني، إذ لطالما وقف المسؤولون فيه الى جانب لبنان، في مختلف الظروف الصعبة التي اجتازها، على مر تاريخه. وكان اللبنانيون من مختلف الطوائف مطمئنين على الدوام ان عين سيد الكرسي الرسولي عليهم، تحيطهم بالعناية والصلاة، وتؤكد على صون وحدتهم. والبابا فرنسيس سبق له ان أوفد لهذه الغاية صاحب النيافة امين سر الدولة الكاردينال بيترو بارولين الى لبنان عقب انفجار بيروت، وبعد قرابة السنة امين سر العلاقات مع الدول المونسنيور بول-ريتشارد غالاغير. ولا يمكننا ان ننسى بادرة الحبر الأعظم في تخصيص يوم صلاة وتأمل خاص بلبنان في قلب الكرسي الرسولي في اول تموز المنصرم."

واكد الرئيس عون على انه يحمل الى قداسة البابا فرنسيس رسالة محبة باسم اللبنانيين جميعا، وتجديد الدعوة الرسمية التي سبق ووجهها اليه، لزيارة لبنان كي يعيد اليه الرجاء بانطلاقة مسيرة التعافي، في وقت احوج ما نكون فيه الى دعائه وكلماته.

واعتبر رئيس الجمهورية ان ​المسيحية​ في لبنان ليست في خطر، على ما يصر البعض على تصويره. وقال: "إني أتطلع الى هذه الزيارة كبارقة امل لتؤكد من خلالها ان لبنان ليس بزائل، وهو سيبقى على الرغم من كافة الصعاب، وهي جسام، نموذجا للعيش معا، وفق ما يصر عليه جميع اللبنانيين. وما من احد في لبنان قاتل الآخر بهدف تغيير مذهبه الديني أو ايمانه. من هنا لا زلنا نعتبر اليوم لبنان مركزا للتلاقي في العالم بين المسيحية والاسلام بكافة طوائفهما، وكذلك ملتقى لمختلف الحضارات."

وختم رئيس الجمهورية بالقول: "إن زيارتي، في هذا الظرف بالذات الى عاصمة الكثلكة تأتي ليس في سياق توثيق العلاقات مع الفاتيكان، فحسب، فهذا امر مفروغ منه كونه ثابتة من ثوابت علاقات لبنان مع الخارج. لكننا نعتبر أن قداسة البابا، بصفته القوة الروحية والمعنوية الاكبر في العالم، هو اكثر من يساعدنا لا سيما في الظروف الصعبة، بما له من تأثير. وهو لم يتخلّف يوما عن اعتبار لبنان اولوية، على الرغم من تكاثر اطر اهتماماته في عالم يعاني من ازمات عديدة ومتشابكة، آخرها الحرب الدائرة في اوروبا بين روسيا واوكرانيا والتي ترخي بظلالها على العلاقات الدولية قاطبة."

وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف، إنتقل رئيس الجمهورية الى مقرّ إقامته في فندق "باركو داي برينشيبي Parco dei principi”" في العاصمة الايطالية، حيث عقد على الفور إجتماعي عمل مع السفير الخازن ومن ثم مع السفيرة الضاهر للإطلاع على الترتيبات النهائية لبرنامج لقاءاته في الكرسي الرسولي، كما وفي القصر الرئاسي الايطالي، قصر الكورينالي، والتي تبدأ غداً.