شرحت مصادر حكومية لصحيفة القبس الكويتية، خلفيات موقف رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ في الجلسة النيابية امس، مؤكدة ان الاخير ومنذ تسلمه مهمته عقد العزم على العمل وفق أولويتين: الحدّ من الانهيار عبر وضع ​لبنان​ على سكة التفاوض مع الهيئات الدولية، وإجراء الانتخابات. لكن منذ فترة، لاحظ أنّ الأمور بدأت تسلك منحى آخر، يتمثل بعودة المناكفات السياسية لدى طرح أي خطوة إصلاحية.

ولفتت المصادر إلى أن مقاربة القوى السياسية للملفات يوحي ان "اولوية الكثيرين هي الاستثمار الانتخابي لكل شيء". وشددت على إصرار ميقاتي على عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة يصار في خلالها إلى طرح كل الملفات علنا، ومن ثم طرح الثقة ليبنى على الشيء مقتضاه لأن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو.

من جهتها، ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، أنّ "معلومات ذات صلة بتفاصيل زيارة رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ إلى روما الأسبوع الماضي، تشير إلى أنّ نتائجها زادت من الإحباط عند قيادات "​التيار الوطني الحر​"، وهي لم تساعد في أيّ احتشاد مسيحي إلى جانب التيّار كما رُسم لها، بل على العكس من ذلك، فقد تبيّن أنّ الزّيارة استفزّت الرّأي العام المسيحي، وتصريحات الرّئيس عون في روما بدت كأنّها فاتورة دُفعت على الحساب المفتوح بينه وبين "​حزب الله​"، لصالح مستقبل صهره النّائب ​جبران باسيل​".

وأوضحت أنّ "توقيتها كان يستهدف التّغطية على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ الى مصر، لأنّ الرّاعي حمل رسالةً واضحةً أكّدها بعد لقائه الرّئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفحواها أنّ وجهة المسيحيّين في لبنان عربية، ولبنان يتمسّك بأفضل العلاقات مع الدّول العربيّة، ولا يوافق على سياسة العهد الحالي الّتي ساهمت بإيجاد شرخ واسع بين لبنان وأشقائه".

وأكّد مطّلعون على موقف ​الفاتيكان​، أنّ "عون لم يستطع إقناع ​البابا فرنسيس​ برأيه، الّذي يقول إنّه لا خطر يواجه المسيحيّين في لبنان، وفي أنّ "حزب الله" ساعد في حماية هؤلاء من خلال محاربة "داعش". فعلى العكس من ذلك، فقد صرح أكثر من مسؤول في حاضرة الفاتيكان، أنّ الدولة اللبنانية هي الضّمانة لكلّ اللّبنانيّين، وأنّ الجيش اللبناني دون غيره هو المؤهّل للدّفاع عنهم جميعًا ولاسيّما المسيحيّين منهم، والمسؤولون الإيطاليّون قالوا الكلام ذاته أمام الرّئيس عون عندما ذكّروه باستضافة إيطاليا للمؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبّناني في 16 حزيران 2021".