لفت شيخ العقل ل​طائفة الموحدين الدروز​، ​سامي أبي المنى​، في رسالة حلول ​شهر رمضان​ المبارك، إلى أنّ "رمضان شهر الرّحمة، وأيّ رحمة أجلّ من نعمة يقظة النّفس من غفلتها وسجون أوهامها ومطامعها؟ وأيّ نعمةٍ أشرف من أن يتحرّر الفرد من طَوق الخضوع لأهواء نفسِه الأمّارة بالسّوء؟ وأيّ فضلٍ أعظم ممّا أُنزل من ربّ العباد في هذا الشّهر المبارَك نورًا مُبينًا للعالمين؟".

وأشار إلى أنّ "رمضان شهر الصّوم، والصّوم نعمة بمقاصده الموصولة بحُرمة هذا الشّهر الّذي يوجب علىينا احترامه والاستفادة من أيّامه ولياليه، التزامًا بالفريضة، وامتناعًا عن المحرّمات، وإقبالًا على الطّاعات، ووقوفًا أمام المُنعم والنّعمة حمدًا وشكرًا، بالصّلاة وبالتّسبيح، بالتّقوى وبالاستشعار، بالذّكر وبالرّضى، وبالنيّة الطيّبة والعمل الصّالح، وتجاه الجماعة الإنسانيّة بالمشاركة والألفة، وبالمبادرة الخيّرة حيث حقلُ الثّمرات زاخرٌ بالجنى على دروب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكَر".

وذكر أبي المنى أنّ "الدّين قد نبّهنا إلى ثوابت القيَم والمُثل الإنسانيّة، وإلى بركة الصّلاة والزّكاة والصّوم الّتي تتهذّب بها النّفوس فترقى، بينما نرى اليوم بأُمّ العين والضّمير كيف يتنكّر النّاس لتلك القيم، وكيف ينخر ​الفساد​ أجساد الأمم، وكيف يُعكّر التّنافر والتّنازع أجواء السّلام، وكيف تمزّق الخصومات والأنانيّات والنّزوع نحو المصالح الضيّقة الكيانات الوطنيّة والإنسانيّة، فنشعر كم نحن بحاجةٍ في مواجهة الاستحقاقات والتحدّيات إلى مزيدٍ من الإيمان والارتقاء وإرادة العودة إلى المنابع الرّوحيّة الأصيلة، وإلى القيم الأخلاقيّة والاجتماعيّة والوطنيّة السّامية".