بعدما أقفل باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات بدأت الماكينات الإنتخابية في دائرة جبل لبنان الأولى حساباتها الجدية بهدف تأمين أكبر عدد ممكن من الأصوات لحجز أكبر عدد لمرشّحيها من مقاعد الدائرة الثمانية (مقعدان مارونيان ومقعد شيعي ل​قضاء جبيل​ و5 مقاعد مارونية لقضاء ​كسروان​).

في دائرة كسروان –جبيل أقفلت بورصة تسجيل اللوائح على 7، وهو عدد كبير نوعاً ما مقارنةً بالدورة السابقة التي سُجّل فيها 5 لوائح في الدائرة.

ما سيخدم ​التيار الوطني الحر​ و​القوات اللبنانية​ وهما اللاعبان الأبرز في الدائرة، هو وجود 4 لوائح مهددة بعدم الوصول الى الحاصل الإنتخابي، لائحة "الحرية قرار" التي تجمع النائبين السابقين ​فارس سعيد​ و​منصور غانم البون​، لائحة "قادرين" لمواطنون ومواطنات في دولة، لائحة "قلب لبنان المستقل" التي شكّلها النائب ​فريد هيكل الخازن​ وفيها النائب شامل روكز والنائب السابق اميل نوفل، ولائحة "نحنا التغيير" التي تضم مرشحين مغمورين.

ففي كسروان الفتوح حيث وصلت نسبة الإقتراع عام 2018 الى 65% وهي النسبة الأعلى في كل لبنان، بلغ الحاصل الإنتخابي 14452 صوتاً. هذه النسبة في حال تكررت في العام 2022 نكون أمام المشهد التالي:

حُكماً لن تتمكن لائحة مواطنون ومواطنات في دولة من بلوغ الحاصل.

وحكماً أيضاً لن تتمكن لائحة نحنا التغيير التي تضم ناشطين من المعارضة من بلوغ الحاصل أيضاً.

لائحة النائبين السابقين فارس سعيد (نال 5617 صوتاً عام 2018) ومنصور غانم البون (نال 6589 صوتاً عام 2018) تتكل بشكل أساسي على سعيد والبون، ومجموع أصواتهما يقدر بين 10000 و11000 صوت الأمر الذي يضع لائحتهما في دائرة خطر السقوط وعدم تأمين الحاصل الأول، علماً أن سعيد يؤكد أن الحاصل مؤمن.

أضف الى ذلك لائحة تحالف الخازن (نال عام 2018، 9081 صوتاً) روكز (تقدر قوته بحوالى 1000 صوت) ونوفل (تقدّر قوته بـ1000 صوت في أحسن أحواله). هذه اللائحة أيضاً مهددة بعدم بلوغ الحاصل.

لذلك وفي حال سقطت اللوائح الأربع المذكورة أعلاه، ينخفض الحاصل الثاني كثيراً بعد حذف أصواتها، وتصبح عملية حجز المقاعد محصورة فقط بلائحة تحالف التيار مع حزب الله ولائحة القوات اللبنانية ولائحة تحالف النائب السابق ​نعمة افرام​ مع حزب الكتائب.

لائحة التيار–حزب الله تضمن من اليوم ثلاثة مقاعد مقعدان في جبيل مسيحي للتيار وشيعي لحزب الله ومقعد في كسروان، وعينها على مقعد كسرواني ثانٍ. كذلك تضمن لائحة القوات مقعدين أيضاً، مقعد جبيلي وآخر كسرواني وعينها على مقعد إضافي في كسروان، ولائحة افرام-الكتائب تضمن مقعد افرام وعينها على الثاني في كسروان.

من سيستفيد أولاً من هذا السيناريو هو التيار الوطني الحر لأن كسره سيكون الأعلى وذلك إنطلاقاً من أن مرشحيه سيمون أبي رميا ووليد خوري وروجيه عازار وشامل روكز وربيع عواد نالوا عام 2018، 32495 صوتاً الأمر الذي سيسهل عليه حجز مقعد ثانٍ له في كسروان كل ذلك، إذا تمكّن من الحفاظ على أصواته.

المستفيد الثاني حُكماً ستكون القوات اللبنانية التي نال مرشحاها زياد حواط وشوقي الدكاش عام 2018، 24456 صوتاً، وبالتالي قد يكون المقعد الكسرواني الخامس من حصتها.

لائحة تحالف افرام مع الكتائب، أيضاً يمكنها أن تكون من المنافسين على مقعد ثانٍ في كسروان ولكن بنسبة أقل من التيار والقوات، ويبقى ذلك مرهوناً بما ستحققه من أرقام في صناديق الإقتراع.

إذاً هو السيناريو الكسرواني الحلم بالنسبة الى التيار والقوات. حلم ليس من الصعب أبداً أن يتحول الى حقيقة، وما سيؤكد أكثر فأكثر هذا الأمر هي تطورات الأيام الفاصلة عن موعد الخامس عشر من أيار المقبل.