إنطلقت المعركة الإنتخابية واقفلت أبواب تسجيل اللوائح بحيث سُجّل 103 لوائح على مختلف الأراضي اللبنانية بينما وصل عدد المرشحين في مختلف الدوائر الى 718 مرشحاً... هذه الأرقام تُسجل على وقع مرور البلاد بأزمة إقتصادية كبيرة وارتفاع كبير لسعر صرف الدولار مقابل الليرة وارتفاع في أسعار المحروقات والسلع.

في العادة تُجرى الانتخابات البرلمانيّة في لبنان كل 4 سنوات، وفقا للتوزيع المعتمد منذ اتفاق الطائف عام 1989، بواقع 128 مقعدا بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وتتوزع المقاعد الـ128 على النحوالآتي: 28 للسنة، 28 للشيعة، 8 للدروز، 34 للموارنة، 14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، 5 للأرمن، ومقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

في قراءة لواقع الترشحيات في الدوائر يظهر أن نسبة المرشحين متدنيّة في دوائر الجنوب الثانية والثالثة معقل حزب الله وحركة أمل، وهنا بحسب الخبير الانتخابي كمال فغالي فإن "إنخفاض الأعداد يعود لأنّ بقية الأحزاب يظنّون أن حظوظ الفوز في هذه الدائرة منخفضة نظراً لسيطرة "حزب الله" عليها".

المفارقة هي في الترشيحات السنيّة بحيث ارتفعت أعداد المرشحين بشكل كبير لديهم. ويشرح الخبير الانتخابي فغالي أنه "في طرابلس المنية والضنية تتنافس 11 لائحة، أي عن كلّ مقعد هناك 9.1 مرشح، دائرة بيروت الثانية هناك 10 لوائح يعني هناك 7.9 مرشحين عن كلّ مقعد، في دائرة الشمال الأولى عكار هناك 8 لوائح تتنافس وهناك 7.6 مرشّحين عن كلّ مقعد".

السبب لهذا الارتفاع في الاعداد يعود الى أنه في الإنتخابات السابقة كان هناك تيار المستقبل، واليوم بحسب فغالي، بعد خروج الأخير بشكل أو بآخر من المنافسة شعر الناس بأن الامور أصبحت سهلة، لافتاً الى أن "هذا الامر خلق مشاكل داخل التيار المذكور نفسه، إذ عندما أعلن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة نيته الترشح امتعض أحمد الحريري، والنائب بهية الحريري منعت مدير حملتها الإنتخابية سابقاً أن يدخل منزلها، بالمختصر بعد اعلان المستقبل نيته عدم الترشح أصبح المشهد كالمثل القائل: "غاب القطّ فلعب الفأر".

لدى المسيحيين أيضاً هناك إقبال على الترشيحات مثلاً في دائرة الشمال الثالثة حيث هناك 7 لوائح، وبالتالي وبحسب فغالي، فإنه "في بعض الأماكن هناك توحّش بالترشيحات"، مشيراً الى أن "النسبة مرتفعة في دوائر المسيحيين لارتفاع أعداد المرشحين التابعين لـ"الثورة" أو قوى التغيير"، مؤكدا أن "الأحزاب كانت تنتظر ماذا ستفعل الثانية وكانت خائفة أن تتوحد وتفوز عليها"، مضيفاً: "هناك حوالي 54 لائحة لـ"الثورة" إذ في بعض الدوائر هناك 4 أو 5 لوائح لها"، مؤكدا أنه "لو دخلت قوى "التغيير" أو "الثورة" في لائحة واحدة في كلّ دائرة حكماً كانت قضت على المنظومة، ولكن بالطريقة التي تخوض بها الانتخابات فحكما "الاحزاب" أو المنظومة ستفوز وتحصل على الأكثرية الميثاقية".

بعد المشهد الذي طرأ يرى فغالي أن تشتّت قوى التغيير في عدّة لوائح في الدوائر سيخدم حكماً الأحزاب، وتحديدا قوى 8 آذار التي ستحصل على الاكثرية وتدخل الى مجلس النواب بأكثريّة.