أُطلقت لائحة "​بعبدا​ السيادة والقرار"، خلال حفل في العبادية، الّتي تضمّ المرشّحين عن المقاعد المارونيّة النّائب ​بيار بو عاصي​، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" ​كميل دوري شمعون​، وألكسندر كرم، المرشّح عن المقعد الدرزي النّائب ​هادي أبو الحسن​ والمرشحيَن عن المقعدين الشيعيّين سعيد علامة وسعد سليم.

في هذا الإطار، أكّد بو عاصي أنّ "السيادة قرار"، وهو القرار الأهم الذي يمكن للدول اتخاذه بإسم الشعب كي تحافظ على الوطن والهويّة"، مشيرًا إلى أن "السيادة مناعة الاوطان وشرط ازدهارها واستقرارها، ومن دونها تتفكك الاوطان وتصبح مُختَرقة وخاضعة للمحاور الخارجية ومصالحها على حساب المصلحة الوطنية العليا -كما هو حاصل اليوم في ​لبنان​-، وتبقى الحدود سائبة كما الامن، وتُفقد الثقة الدوليّة وينتج عنها الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والعزلة؛ كما هو حاصل ايضا في لبنان لبنان اليوم".

وذكّر بـ"مزاعم "​التيار الوطني الحر​" بأن رفض سلاح "​حزب الله​" سيُدخل البلد في دوامة من العنف فقرّر دعمه دون قيد او شرط باتفاق مار مخايل، مشيرًا إلى "أنّنا لنقيّم معاً في نهاية عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، نتائج هذا الاتفاق وهذا العهد: بتنا في عزلة شبه تامة عن محيطنا العربي والدولي، 80% من ​الشعب اللبناني​ اصبح تحت خط الفقر، الدواء غير موجود فيما المرضى موجودون و"عم نصليلهن تيشفوا"، المستشفيات تعاني من نقص مخيف في الاطباء والممرضات الذين هاجروا والمرضى يتجنبون دخولها لاستحالة دفع كلفة الاستشفاء، أموال المودعين تبخّرت وجنى العمر ايضا، خيرة الشباب هاجرت، المحروقات بات سعرها خيالياً وهذا ان توفّرت، أقساط المدارس والجامعات تجاوزت قدرة الاهل، الأم تتخلّى عن بعض المواد الغذائية في السوبرماركت لأن ما بحوزتها من مال لا يكفي لشرائها".

وشدّد بو عاصي على أنّ "بعد 12 سنة و4 خطط و40 مليار دولار هدر، لا انتاج الكهرباء قد زاد، لا الشبكة أصلحت، لا الجباية تحسنت ولا اعتمدنا الغاز بدل الفيول، وليس هذا فقط، بل اصبح اعتمادنا شبه كلي على المولدات بأغلى كلفة على المواطن في العالم"، متسائلًا: "اعرفتم من اقصد او اشرح المزيد؟ الا يعد هذا قهرا وعنفا؟ الا يعد هذا من ابشع اشكال العنف التي تطال كل انسان وعائلة؟ ما هذه المنظومة الحاكمة التي تخيّر المواطن بين الموت في حرب اهليّة او الموت بذلّ وصمت؟ هذه المعادلة تعطي هذه النتيجة، غير القابلة للحياة".

من جهته، ركّز أبو الحسن على "أنّنا نرفع التحدي في مواجهة لا هوادة فيها، في مواجهة سلمية ديمقراطية لحلف جهنمي مدمر عماده الفساد وإخضاع البلاد، فإسمعوا جيداً فنحن لأساليبكم بالمرصاد، نحن قوم نأبى الصعاب ونرفض الدمار الممنهج و الخراب، إسمعوا جيداً نحن قوم لا نكترث لتهويل أو ترهيب أو وعيد إنتخابي أو غير إنتخابي ولا نكترث الا لصوت الناس وأنين الناس ولا نهاب الا من رب الناس، إسمعوا جيداً فإن كل محاولات الإخضاع والإقصاء والإلغاء التي تمارسونها هي ساقطة ساقطة ساقطة وإن أساليبكم هذه لن تزيدنا الا قوةً وصلابةً وصموداً وإصراراً دون ان يرفَّ لنا جفن".

ورأى أنّ "بعبدا إفتقدت في هذا العهد للهيبة والسيادة والقرار، لذا تعلن لائحة "بعبدا السيادة والقرار" مواجهة ديمقراطية سلمية، فلتكن إنطلاقة مدوّية قوية من أجل الإنعتاق والحرية والكرامة الوطنية، من أجل المساواة والأمان والعدالة الاجتماعية، من أجل إستعادة القرار الوطني المستقل وحقوق الناس والحفاظ على الهوية، من أجل تحرير دولتنا من قبضة دويلتهم القابضة على أعناقنا والقاتلة لآمالنا، من أجل الحقيقة في إنفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة، من أجل لبنان وكرامة الانسان، من أجل غد واعد لا يبنى الا بعزم الشباب وقوة السواعد".

بدوره، توّجه شمعون للشباب بالقول: "أعلم ان الوضع صعب وأشعر بوجع كل واحد منكم، لكن خيبة الامل واليأس والاستسلام اموراً ليست لنا. الهجرة مرفوضة ونريد الحفاظ على لبنان وهويته مهما اشتدت عليه الظروف". ولفت إلى أنّ "الى من يتحدونا ويهددونا، نقول عودوا الى كتاب التاريخ، كثر قبلكم جربوا. حين تآمر العالم بأكمله علينا كي يجعل من من لبنان وطناً بديلاً، كان هناك لبنانيون اشداء واجهوا بصدورهم الرصاص والمدافع تكي يصونوا هذه الارض والهوية".

وخاطبهم قائلًا: "يا شباب نحن نتكل على دعمكم لرفع نسبة الاقتراع، حان الوقت كب نعيد الفخامة الى الجمهورية ونرّد الفخامة على قصر بعبدا. فإما ان نعيش تحت رحمة السلاح والتهديد والفساد، أو نعيش وطنيين احرار وراسنا مرفوع . صوّ ت صح ، خللي صوتك حر ، خود حقك بصوتك".