اظهرت المعطيات الانتخابية في ​دائرة البقاع الأولى​(زحلة) أنّ القوى السياسية التقليدية ستنال مقاعدها النيابية بحسب احجامها الحزبية، وهو ما يعطي "القوات" مقعداً مضموناً، وستكسب معراب مقعداً ثانياً، لا تُعرف هويته لغاية الآن: الياس اسطفان (ارثوذكسي) او بلال الحشيمي(سنّي) وهو مدعوم من رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة. كما تنطلق لائحة "زحلة الرسالة" المدعومة من التيار الوطني الحر و "الثنائي الشيعي" وحزب الطاشناق من حاصلين وكسر سيؤمن لها ثلاثة مقاعد.

ليبقى مقعدان محور التنافس بشكل اساسي بين لائحتين، من جهة اولى: "سياديون مستقلون" برئاسة النائب ميشال ضاهر والمدعومة من حزب الكتائب، و من جهة ثانية: "الكتلة الشعبية" برئاسة ميريام سكاف، المستقلة فعلاً عن اي حزب سياسي تقليدي.

توحي المعطيات ان الناخبين في زحلة يتعاطفون مع سكاف التي تنطلق من اولوية المدينة وقرى القضاء لا الأحزاب، بينما عقد ضاهر اتفاقاً ضمنياً مع حزب الكتائب، اقرّت به الصيفي من خلال بيان رسمي صادر عنها اعلنت فيه خوض معركة لائحة "سياديون مستقلّون" بشكل مباشر، وفي هذه الحالة، ستخسر هذه اللائحة الناخبين المستقلّين، وكل الذين يخاصمون الكتائب سياسياً عند مختلف الطوائف.

كما ان سكاف التي تعتمد على المرشح السنّي محمد حمود من بلدة مجدل عنجر، لكسب مؤيدين سنّة، ستواجه في الايام الاخيرة محاولة خصمها ضاهر التمدّد نحو الساحة السنّية، وهو ما يصعب عليها مجاراته لعدة اسباب(..). مما يعني ان ضاهر الذي كان نال في الانتخابات الماضية 3873 صوتاً سنّياً ادت الى فوزه، مقابل 950 صوتاً سنّياً لسكاف، سيكرر لضمان وصوله الى الحاصل، تجربة الانتخابات الماضية التي يردّد تفاصيلها الزحليون. لكن قد لا يكون الفوز من نصيبه، بل يستطيع تأمين الحاصل الانتخابي المطلوب لصالح مرشح آخر، علماً ان "الكتائب" يسعى لضمان نجاح المرشح الماروني سمير صادر على هذه اللائحة.

وفي حال استطاعت سكاف ان تتفوّق على ضاهر، ستكون هي في المقعد الكاثوليكي الثاني، الى جانب النائب القواتي جورج عقيص. بينما على الأرجح حينها، سيربح المرشح الارثوذكسي من لائحة ضاهر - الكتائب يوسف قرعوني.

بجميع الاحوال، اعتادت زحلة على تقديم مفاجآت في اخر ايام الانتخابات، تقلب فيها الموازين من كفّة الى كفّة. فهل تنتصر زحلة لاستقلاليتها وخصوصياتها، لا سيما بعد فشل تجربة نواب حاليين في تنفيذ برامجهم التي وعدوا فيها الناخبين برؤى على مستوى الوطن، فوجد اللبنانيون امامهم نكبات متتالية؟