زار الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم يرافقه الأب طوني فخري مدبر عام الرهبانية، ​الرابطة المارونية​، وكان في إستقباله رئيس الرابطة خليل كرم، وأعضاء المجلس التنفيذي.

وذكر كرم، "اننا لا نرحب بكم في الرابطة المارونية، فهي بيتكم الدائم، كما أن ​الرهبانية اللبنانية المارونية​ هي مصدر فخر لنا، وملاذ، وكيف لنا إلا نستذكر معا حضورها على امتداد الجغرافيا اللبنانية، وديار الانتشار، ومدارسها ، و​جامعة الروح القدس​، وقبل أي شيء أديرتها التي كانت نقاط جذب وطني، وحاضنة للتلاقي بين مكونات لبنان في سائر مناطقه، وهي دفعت غالياً ثمن هذه الرسالة من دم رهبانها الشهداء"، وتساءل: "كيف لا نقف إلى جانب رهبانية أعطت قديسين، لمعوا كالشهب، وكانوا عابرين للحدود والمسافات، تزيّن صورهم مذابح أكبر الكنائس في العالم؟".

ورأى أن "زيارتكم العزيزة، نريدها أن تكون فاتحة تعاون مؤسسي مع رهبانيتكم، كما مع سائر الرهبانيات المارونية، لنحقق أهدافاً مشتركة، تبدأ من وضع استراتيجية للتجذر والثبات في أرضنا، وهذا العنوان ليس مجرد شعار، بل يجسد حاجة المسيحيين، ولاسيما ​الموارنة​، إليه في هذا الزمن العصيب. نريد أن يقوم تعاون على المستوى الإنمائي والمشروعات الميدانية التي تزيد المواطن إلتصاقاً بأرضه، وعلى المستوى التربوي لتيسير حصول أولادنا على التعليم الجيد بالكلفة غير المرهقة، لأن الأقساط العالية في ظل تراجع قدرة العائلات تنعكس سلباً في كل المجالات، وهي المحرك الأول للهجرة، وتراجع الإنجاب، اذا أضفنا إلى كل ذلك انهيار نظام الحماية الصحية والاجتماعية انهياراً كبيراً، لئلا نقل تاماً".

وأشار كرم، إلى أن "كثيرة هي الهموم التي كتب لنا أن نتطارحها معا، بروح الانفتاح والتآخي والمحبة، لأننا لا نبتغي الا مصلحة لبنان، وإذا قلنا مصلحة لبنان، فهذا يعني مصلحة المسيحيين، وخصوصا الموارنة الذين كانوا في مقدم الساعين إلى ولادة دولته وبناتها. وكذلك مصلحة المسلمين، لأن وطننا يبطل أن يكون حاملاً لاعباء رسالة اذا كان لفئة دون أخرى من أبنائه. هذا ما أوحى به الإرشاد الرسولي الذي نلتزم روحيته التجددية الجامعة"، مضيفاً أن "كثيرة هي موضوعات البحث، وكثيرة هي الافكار، والنيات طيبة، والارادة متوافرة، لكن الأفعال هي التي تنقصنا. عسى أن تكون زيارة اليوم إلى الرابطة المارونية، هي بوابة العبور إلى افعال بانية تترجمها خطوات ومشروعات مشتركة".

وبدوره، هنأ الاباتي هاشم السفير كرم وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية بإنتخابهم، معرباً عن "إستعداد الرهبانية بكل مؤسساتها للتعاون مع الرابطة المارونية في كل المجالات وإن الرهبانية اللبنانية المارونية تعيش البعد الروحي، وتقوم برسالتها في الحفاظ على الأرض، وعلينا السعي على مختلف الصعد للحفاظ على مؤسساتنا: المدرسة، الجامعة والمستشفى".

ولفت إلى أنها "ليست أول أزمة مصيرية تمرّ علينا كشعب بالمقارنة مع ما عاناه آباؤنا وجدودنا، وعلينا أن نثبت ونكمل، ولا أن نستسلم للإنهزامية، وإن شعارنا هو "الصمود والتضامن"، منوهاً الى "التعاون العلماني والكنسي من خلال الشراكات عبر مؤسسة "سوليداريتي"، وكشف الأباتي هاشم أن "الرهبانية أنجزت دراسة عن اللامركزية الادارية والمالية هي الأكثر حداثة وتطوراً، وأنها ستطرح في الوقت المناسب". وتم الاتفاق على أن يتواصل بالتنسيق بين الرابطة المارونية والرهبانية اللبنانية المارونية، وعقد اجتماعات دورية لبحث الشؤون الوطنية وكل القضايا المتصلة بالطائفة وأبنائها.

واستقبل كرم في ما بعد، رئيس الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس صلاح رستم، وتركزّ البحث حول التنسيق بين الرابطتين في جميع الموضوعات الوطنية، إنطلاقاً من ضرورة وحدة المسيحيين التي هي الأساس لوحدة لبنان، كذلك موضوع تفعيل إتحاد الرابطات ​المسيحية​، وجرى الاتفاق على مواصلة اللقاءات بعد الأعياد.