بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

أسبوع من شهر رمضان وما زالت الامانة في ذمة الصائمين، لقد دخل شهر رمضان في اسبوعه الثاني وما تزال عندنا عدد من الامانات التي يجب ان نحافظ عليها ليكون صومنا صوما صحيحا، وشهرنا متقبلا عند له تعالى، فالصبر امانة على الصائم ان يتحلى به في عبادته وفي سلوكه وفي اخلاقه مع الناس، ومساعدة الفقراء والمساكين وحبر خواطرهم ايضا امانة في رقبة المجتمع، وخاصة لدى الضائمين.

الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرض فرضه الله على جميع الديانات مع بعض الإختلافات، والصيام مبدأ ينطلق في أي حال وأي مكان.

نعم ونحن في منتصف شهر رمضان علينا ان نتمسك اكثر بامانة الخلق الحسن والسلوك الراقي والادب الكريم الذي يجب ان يستمر طيلة شهر رمضان المبارك، بل طيلة العام كله.

شهر رمضان يحمل من المعاني الطيبة والمباركة الشيء الكثير، فقد لقبه النبي بصفات متعددة دليلا على عظمته وأهميته، إذ أطلق عليه الشهر العظيم والمبارك وشهر القرآن، وعلى المسلم التوبة الصالحة النصوح من الأخطاء التي ارتكبها قبل رمضان ليكمل الشهر الكريم بقلب طاهر وروح صافية وعزيمة المحافظة على عبادته فلا يخرقها لا بكذب ولا بغيبة ولا بشتيمة، يراعي حفظ اللسان والبصر.

فالمسلم الصائم يجب ان يكون ربّانيا بطاعته لربه تعالى في اول رمضان وفي كل يوم منه، وطيلة الاشهر والايام لينال بذلك النفحات الربانية من الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فقد قال حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامع وشرابه".

فعدم حفظ امانة الصوم في كل يوم في شهر رمضان المبارك قد يؤثر سلبا على هذه العبادة العظيمة، وقد يحبط اجرها وثوابها، وقد قال رسول الله (صلى اله عليه وسلم): "رب صائم حفظ من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حفظ من قيامه السهر والتعب".

فعلى كل مسلم وصائم يريد رضى الله سبحانه وتعالى اولا، ويريد ايضا ان تناله الخيرات والبركات ورحمات هذا الشهر الكريم ان يكون من اول الشهر الى اخر مثال المسلم الصادق الرحيم بخلق الله، والملتزم بالعبادة الصحيحة والاداب السامية، وان يسعى لنشر الامن والسلام بين عباد الله تعالى، كما شاء الله في ليلة القدر فأرادها (سلام هي حتى مطلع الفجر)، وخاصة في هذه الايام الصعبة والسنين الشديدة التي تمر على اللبنانيين جميعا، والتي تحتاج الى جهد اكبر وعطاء اعظم والشعور بحاجة المحتاج، ومن اقدر من الصائم الجائع على الاحساس بهذا الشعور.

نرجو من الله ان يحول الحال الى احسن، وان يفرج عن الناس همهم وكربهم، وان يتقبل من الصائمين صومهم وطاعتهم.