اعتبر المفتي الجعفري ​الشيخ أحمد قبلان​، أن "البلد في أعلى رتب التأزم، ومن الواضح جداً أن هناك انسداد أفق، مالياً ونقدياً وسياسياً، وهَمّ السلطة النقدية والسياسية في ​رفع الدعم​ عن الطحين، ولو على طريقة رفع الدعم عن طحين المنتجات الأخرى، وترك طحين رغيف الخبز، لكن عينها على رفع الدعم حتى عن رغيف الفقراء، تماماً كما فعلت مع المدعومات السابقة، وليس المهم معظم الشعب اللبناني، المهم طبقة النخب هي بألف خير".

وتسائل قبلان، خلال خطبة الجمعة في برج البراجنة، أنه "ماذا بقي للشعب من سلطة، وماذا بقي من ​أموال المودعين​؟ وموارد الناس؟ وثروات البلد؟ غير السطو على ​المال العام​ والأملاك العامة وتجيير السلطة للذمم الشخصية بمختلف عناوينها، وهل دور السلطة فقط ضرائب ورسوم وإهمال وملاحقات فيما الناس تلفظ أنفاسها أمام مافيات تجارية احتكارية في كل شيء، تتشارك السلطة أو تلعب لصالحها، وعلى عينك يا تاجر".

وأشار الى أن "السلطة السياسية في هذا البلد رفضت وترفض أي عرض إنقاذي، إلا بموافقة ​واشنطن​، فيما واشنطن تقود سياسات مالية اقتصادية نقدية هدفها خنق لبنان ونزع أوراق قوته، تمهيداً للاستسلام السياسي والوطني".

ولفت إلى أن "​الطبقة السياسية​ قسّمت لبنان طائفياً على رغيف الخبز وجرّة الغاز، وعلبة الدواء، وتنكة البنزين، والحاجات المعيشية الأساسية، بل تركت أيدي وحوش الأسواق مطلقة لتنهش كل شيء، بسياق سياسات محلية شديدة الصلة بالسياسات الأمريكية ومشاريع الحصار المنقوعة بسم تمزيق ​طوائف لبنان​، وتأمين مشاريع استنزاف داخلية فضلاً عن مشاريع المتاريس الانتخابية".

وأوضح أن "الحلّ هو بالاقتراع وطنياً، للقوى النظيفة سياسياً ووطنياً"، ناصحاً البعض "بعدم اللعب على الحس الطائفي، لأن لبنان ليس مونديال ألعاب، ولن يكون فريسة لواشنطن، أو حلفائها، فزمن استضعافه قد انتهى، وما يصيب لبنان اليوم سيدفع لإعادة تكوين لبنان القوي، وزمن سرقة سيادة وقرار البلد أيضاً انتهى مع هزيمة تل أبيب وإخراجها ذليلة من لبنان".