لم يشهد البقاع مهرجاناً حاشداً لحزب البعث العربي الاشتراكي منذ سنوات طويلة، لكن احتفالاً اقامته القيادة البعثية الجديدة في بعلبك في الساعات الماضية، حمل اكثر من رسالة وبكل اتجاه، في زمن الانتخابات النيابية، رغم ان الحشد اقتصر على البقاع الشمالي، لسببين:

اولاً، لا قدرات تسمح بنقل المحازبين من باقي المناطق.

ثانياً، التوقيت الرمضاني.

فهل ردّ البعث على ابعاده عن مقعده النيابي التقليدي في ​دائرة البقاع الثالثة​(بعلبك-الهرمل)؟

اولاً، ان مشاركة آلاف البقاعيين يعدّ استعادة لدور الحزب بعد غياب الفاعلية السياسية والانتخابية.

ثانياً، كان للحزب نائبه البقاعي في دورات ماضية، لكنه لم يستطع رص صفوف البعثيين، الأمر الذي يحصل الآن في عهد القيادة الجديدة.

ثالثاً، اوصل البعث رسالة بالغة الدلالة: نملك اصواتنا الكافية التي تستطيع تأمين حاصل انتخابي في بعلبك -الهرمل، لكننا لن نخرج عن الحلف السياسي، وسنعطي الاصوات للائحة "الوفاء والأمل".

رابعاً، حضور السفير السوري علي عبدالكريم علي شخصياً، بعد تأخره في الوصول الى مكان الاحتفال بسبب زحمة طريق بعلبك، نتيجة الحشود المشاركة، وايفاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ممثلاً شخصياً عنه الوزير السابق محمود قماطي، اكدا الرعاية المباشرة للقيادة الجديدة.

خامساً، ان المشاركة الفاعلة التي ظهّرها احتفال البعث البقاعي، ستحاول فرض الحزب في المعادلات السياسية الآتية، وهو ما يلم شمل القياديين التاريخيين الذين اقروا بأن ما يحصل الان غير مسبوق لا في البقاع ولا في غيره.

لذلك، فإن السؤال المطروح: اين سيترجم الامين العام لحزب البعث علي حجازي فاعلية استنهاض حزبه بعد الانتخابات النيابية؟