أشار ​السيد علي فضل الله​، الى "أننا في هذا الوقت، نرى ​الطبقة السياسية​ تنشغل عن كل ما يجري بالسباق الانتخابي الذي تستنفر فيه الغرائز الطائفية والمذهبية والاتهامات المتبادلة أو الخطاب الشعبوي المحمل بالوعود، التي لا تستند إلى واقع والتي سرعان ما ستتبخر بعد الانتخابات وحتى قبلها".

ودعا فضل الله، خلال ​خطبة الجمعة​ في حارة الحريك، القوى السياسية إلى "تحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة تجاه مواطنيها. صحيح أن الوقت وقت انتخابات ولكن هذا لا يعني تجميد الحلول أو ترحيلها فالمطلوب المزيد من التعاون في ما بين هذه القوى بدل التنافر لمعالجة الأزمات التي تثقل حياة المواطنين إن على صعيد الغذاء والدواء والاستشفاء والكهرباء، وغير ذلك، أو بالتخفيف من وقعها عليهم".

وأكد أنه على "كل القوى السياسية أن تدرك ان اللبنانيين لن يعطوا قيادهم وأصواتهم وثقتهم لمن لا يأبه بمآسيهم ومعاناتهم أو يكتفي لعلاجها بالأعطيات والإعانات والإعاشات أو بالمسكنات، بل من خلال إيجاد حلول للأزمات التي يعاني منها البلد ويكتوي بنارها اللبنانيون".

وشدد على "أننا مع أية خطة تساهم في إخراج البلد من أزمته المستمرة، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب المودعين، وهنا ندعو الحكومة إلى إعادة النظر وعدم إقرار ما كان صادراً عنها في إطار خطتها للتعافي المالي".

كذلك دعا فضل الله، الكتل النيابية، الى أن "تكون أمينة على من أودعوهم مواقعهم لعدم تمرير أي قرار يكون على حساب ​أموال المودعين​، ونحن نقف إلى جانب المواقف الداعية إلى إصدار قانون صريح بوجوب إعادتها في فترة زمنية محددة غير طويلة..إذ لا ينبغي وتحت أي ظرف أن يتحمل المودعون خسائر خزينة الدولة، بل أن يتحملها من تسببوا في وصول البلد إلى هذا المنحدر".

وأضاف "أننا نقدر الجهود التي تبذلها القوى الأمنية في ملاحقة كل من يسيء إلى حياة الناس وحريتهم وممتلكاتهم، وهي تقوم بذلك رغم كل الظروف العصيبة التي تعاني منها، وندعو في هذا المجال كل القوى السياسية الفاعلة على الأرض إلى التعاون معها لتؤدي دورها كاملاً وإزالة العقبات التي قد تمنعها من أن تقوم بهذا الدور".

وندد فضل الله "بالاعتداء الذي مس مشاعر المسلمين جميعاً بإحراق نسخة من القرآن الكريم في ​السويد​"، داعياً المسلمين إلى أن "يكونوا واعين من ردود فعلهم فلا تخدم الهدف الذي يسعى إليه من يقوم بهذا الفعل المشين ومن وراءه، وهو إظهار خطر الإسلام ووجود المسلمين في هذا البلد وفي البلدان الأخرى لتثبيت فكرة عدم إمكان التعايش معهم".

وأكد على أن هذا الفعل "ليس بعيداً من ذلك الاعتداء الآثم الذي ذهب ضحيته عشرات الضحايا والمصابين والذي استهدف المصلين في مزار شريف في شهر رمضان المبارك.. إننا في الوقت الذي ندين هذا العمل الإجرامي الذي مس بقدسية هذا الشهر المبارك وبحرمة بيت من بيوت الله، ندعو إلى تضافر جهود كل المسلمين والعلماء والمرجعيات الدينية للوقوف في وجه استباحة الدماء البريئة وهذا المنطق التكفيري الإرهابي، كما ندعو ​الحكومة الأفغانية​ إلى اتخاذ أقصى الإجراءات لمنع ذلك بعدما تكرر مثل هذا الاعتداء في أوقات سابقة".