تلعب العناوين السياسية دوراً بارزاً في خيارات الناخبين، خصوصاً اذا كانت بحجم موقع رئاسة الجمهورية. ومن هنا يحضر الحديث عن حظوظ شخصيات سياسية بالوصول إلى بعبدا، فتحتل ​دائرة الشمال الثالثة​(زغرتا، بشري، البترون، الكورة)، المساحة الأبرز في هذا السياق، كونها تضم مرشحين دائمين لرئاسة الجمهورية: سليمان فرنجية، جبران باسيل، سمير جعجع، وآخرين.

ومن هنا ساهمت المؤشرات السياسية الداخلية بتقدّم فرنجية على الآخرين:

اولاً، الاهتمام الروسي والحفاوة التي حظي بها خلال زيارته الى موسكو منذ ايام.

ثانياً، المصالحة التي اجراها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لفتح صفحة جديدة بين فرنجية وباسيل.

ثالثاً، تواصل مفتوح بين رئيس "المردة" مع العواصم الدولية والعربية والاقليمية، من دون وجود اي ملاحظات خارجية على ادائه.

رابعاً، لجوء رؤساء لوائح انتخابية في عدد من الدوائر، الى اخذ تعهدات من مرشحيهم بإنتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، في حال فازوا بالانتخابات النيابية.

كل هذه المؤشرات تحضر في قضاء زغرتا، وفي كل اقضية دائرة الشمال الثالثة حالياً، وستكون عاملاً مؤثراً في خيارات الناخبين، خصوصاً ان حزب القوات يحاول الفوز بأربعة مقاعد نيابية في هذه الدائرة. فهل تحبط عناصر قوة فرنجية مساعي معراب؟

يُلاحظ ذلك بشكل رئيسي في بشري، التي يتحالف فيها وليم طوق مع فرنجية. وهو ما يُعطي اندفاعاً للائحة "وحدة الشمال" التي تتنافس مع ست لوائح حزبية وثورية.