أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ​ماريا زاخاروفا​، أن بلادها تحتفظ بحقها في عدم التعاون مع التحقيق الدولي من جانب ​المحكمة الجنائية الدولية​ في جرائم الحرب المزعومة في ​أوكرانيا​.

وأكدت أن موسكو تحيط علما بالإعلان في 25 نيسان الجاري عن انضمام نيابة المحكمة الجنائية الدولية إلى فريق التحقيق المشترك الذي تم تشكيله تحت رعاية وكالة ​الاتحاد الأوروبي​ المعنية بالشؤون القضائية "يوروجست"، وهو يشمل كلا من ​بولندا​ و​ليتوانيا​ وأوكرانيا.

وذكرت زاخاروفا أن "أسلوب عمل مثل هذه الهياكل معروف جيدا"، ورجحت أن نتائج التحقيق الجديدة ستكون "منحازة وأحادية الجانب"، مذكرة في هذا الصدد بالتحقيق الدولي في كارثة تحطم طائرة بوينغ الماليزية في دونباس في 17 يوليو 2014.

وشددت على أن الفريق الجديد يضم "أشد مؤيدي استغلال العدالة الدولية لتشويه سمعة ​روسيا​ مع التجاهل التام للحقائق"، مضيفة أن نيابة المحكمة الجنائية الدولية بهذه الخطوة "أظهرت أنها لا تحاول حتى التظاهر كمؤسسة حيادية" و"تنضم إلى محاكمة تم تحديد الجناة فيها بشكل مسبق".

واتهمت زاخاروفا المحكمة الجنائية الدولية بالتسييس، واصفة إياها بأنها "هيئة لا علاقة لها بالعدالة المستقلة"، وحملت نيابة هذه المحكمة والدول المنخرطة في التحقيق الجديد المسؤولية عن "تجاهل معاناة سكان دونباس الذين كانوا طوال السنوات الثماني الأخيرة ضحايا لجرائم نظام كييف".

وأشارت المتحدثة إلى أن لجنة التحقيقات الروسية وثقت مقتل 2.6 ألف مدني وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين خلال النزاع في دونباس، لاسيما نتيجة لاستخدام كييف أسلحة محرمة دوليا.

وتابعت أن منظمات غير حكومية في جمهوريتي ​دونيتسك ولوغانسك​ الشعبيتين أرسلت إلى المحكمة الجنائية الدولية أكثر من ثلاثة آلاف ملف عن جرائم مرتكبة ضد سكان الجمهوريتين، دون ورود أي رد واضح من قبل محكمة لاهاي حتى الآن.

وقالت زاخاروفا: "نذكّر بأن روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وليست ملزمة بالتعاون معها، لكننا سنواصل متابعة عمل هذه الهيئة عن كثب".

وفي وقت سابق من اليوم، اعتبر الأمين العام للامم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​، عند وصوله الى بوروديانكا في ضواحي كييف حيث يتهم الأوكرانيون الروس بارتكاب فظاعات خلال سيطرتهم على المنطقة في آذار، "أنني أتخيل عائلتي في أحد هذه المنازل، أرى أحفادي يركضون مذعورين. الحرب عبثية في القرن الحادي والعشرين، أي حرب غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين"، ودعا روسيا الى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، بشأن "جرائم حرب محتملة في أوكرانيا".