لفت رئيس "لقاء الفكر العاملي" السيّد ​علي عبد اللطيف فضل الله​، إلى أنّ "ما يحصل في ​لبنان​ يؤكّد أنّ السّياسة الدّوليّة لديها أدوات داخليّة"، مشيرًا إلى أنّهم "يريدون للمسيحي أن يقاتل المسلم وللمسلم أن يقاتل المسيحي، وللمسلم أن يقاتل المسلم، وللسنّي أن يقاتل الشّيعي، لكي لا تعود القضيّة هي قضية ​فلسطين​ المسلوبة، ولا قضيةّ الاستباحة من قبل هذه المشاريع الدّوليّة لإنساننا".

وأكّد "أنّنا في لبنان معنيّون بالعيش المشترك"، سائلًا: "لماذا يختلف السنّي والشّيعي ما دام القرآن يوحد بينهما؟ إنّها السّياسة، وقاتل الله السّياسة الّتي تقتل فينا النّزعة الحضاريّة الّتي نرتقي من خلالها إلى المستويات الإنسانيّة". وتوجّه إلى كلّ المكوّنات السّياسيّة بالقول: "إنّنا نحن مجتمع المقاومة، والمقاومة أمانة في أعناقنا، ليس لأنّها خيار سياسي أو مصلحي، بل لأنّها خيار عقائدي... قاومنا الاحتلال وكسرنا كلّ التوازنات وحقّقنا الانتصارات بصلابة الإيمان وبفضل دماء شهدائنا وتضحيات مجاهدينا".

وشدّد فضل الله على أنّ "التّصويب على المقاومة ومحاولة جعلها سلعة في السّياسة، أمر مرفوض بالمطلق، لأنّه يمسّ بقدسيّة المقاومة الأكبر من المذاهب والفئويّات والمصالح، بل هي المرتبطة بكلّ هذا الجمهور الّذي يريد تأكيد مشروعنا الدّيني والإنساني"، مبيّنًا "أنّنا عندما ننطلق للمطالبة بالعدالة ولمواجهة الاحتلال، فإنّنا لا نفعل ذلك من أجل الشّيعة أو المسلمين، وإنّما من أجل كلّ النّاس".

ودعا الجميع إلى "العمل بالحماسة والقوّة نفسها الّتي عملنا فيها ضدّ الاحتلال، لمواجهة ​الفساد​ الّذي يستبيحنا، ونقول لأركان الطّبقة السّياسيّة، العهد والحكومة وكلّ المكوّن السّياسي ومَن هم في موقع المسؤوليّة، لقد جاعت الناس وأذلّت وأصبحت في واقع مزرٍ، مَن المسؤول عن ذلك؟".

وركّز على أنّ "مع تقديرنا لكلّ الأصوات الّتي ترتفع لتواجه هذا الواقع الفاسد، إلّا أنّنا اليوم مجتمع يحتاج إلى أبسط مقوّمات الحياة، إلى الماء و​الكهرباء​ والدّواء والاستشفاء، و"الله يعين الفقير الّذي صعد على أكتافه كثيرون!". وذكر أنّ "هناك الكثير من الكلام عن خطط للتّعافي وللإنقاذ، فيما الأزمات تزداد وتتفاقم أكثر فأكثر".

كما أشار فضل الله إلى أنّ "الفقراء يشعرون بالغربة في وطنهم، وكلّ مَن هو معني بشؤون النّاس معني بمواجهة هذا الواقع، لأنّ الأجور والرّواتب حتّى العالية منها، لم تعد تكفي لسدّ الرمق، وهناك من لا تتعدّى رواتبهم ثمن صفيحة بنزين وقارورة غاز، فكيف سيعيش هؤلاء؟".

وسأل: "هل نستطيع الردّ على الفاسدين بصرخة وطنيّة جامعة؟ لأنّ لا قيامة للبنان إلا بإسقاط هذا النّظام الطّائفي البغيض، وإلا بإسقاط هذه المنظومة السّياسيّة المنافقة والخادعة والساكتة... لنتحمّل مسؤوليّتنا ونرفض هذا الواقع، ونسقط كلّ الفاسدين".