عادت بورصة أسعار المحروقات الى الإرتفاع من جديد، حيث تجاوز سعر صفيحة البنزين 540 الف ليرة، بعد أن كان قد استقرّ على ما يقارب 500 الف ليرة لفترة لا بأس بها من الزمن، ربما السبب يعود إلى أن كلّ الأمور كانت مرتبطة بتسهيل إجراء الانتخابات النّيابية وعامل النقل أساسي لتسيير العملية الانتخابية...

اليوم إنتهت الانتخابات النيابيّة ويبدو أنه انتهى معها هدوء الدولار وصولاً إلى أسعار المحروقات التي عادت الى التحليق من جديد، ولكن هذه المرّة تجاوز الحدّ المسموح به وفقاً لإمكانات اللبنانيين، وفي ظلّ حرب أوكرانيّة-روسيّة طاحنة أثّرت بشكل كبير على إمدادات روسيا للنفط في العالم وعلى أسعار النفط بالاجمال، في وقت كان يغفو مجلس الوزراء على مخدّات من ريش النعام واللبنانيّون يعانون من عدم النوم بسبب التجييش الطائفي والمذهبي المقيت المتّبع من الأفرقاء كافة، من أجل الكرسي النيابي الّتي يبدو أنّها بيضة من ذهب.

وصل سعر برميل النفط عالمياً إلى 115 دولارا، هذا الامر أدّى إلى رفع أسعار المحروقات في لبنان ولكن الخوف أن لا سقف محدّد لهذا الجنون، ويعتبر مدير مركز النفط الروسي العربي في روسيا مسلم شعيتو أننا "نتجه إلى أزمة طاقة وغاز كبيرة في العالم، بحكم أنّ الاتحاد الاوروبي ينفّذ أجندة أجندة الولايات المتحدة بالتخلّي عن الغاز والنفط الروسيّين واستبداله بمصادر أخرى"، مؤكداً أنّ "البديل سيكون حتماً أكثر كلفة"، شارحاً أن "1000 متر مكعب من النفط والغاز التي تحصل عليه أوروبا من روسيا تبلغ كلفته 300 يورو، بينما حالياً تشتري أوروبا من أميركا نفس الكمّية بـ1300 يورو، وسيكون هذا السعر رخيصاً، مقارنة مع الثمن الذي ستدفعه القارّة العجوز عندما يتوقف إمدادها بالغاز الروسي بشكل تام، لأنه سيرتفع سعر الـ1000 متر مكعب إلى 2000 يورو"!.

ويشدّد مسلم شعيتو، عبر "النشرة"، على أنه "في لحظة توقّف الامدادات الى أوروبا بالغاز والنفط الروسيّين سيرتفع سعر برميل النفط إلى 200 دولار، بفارق كبير عمّا هو عليه اليوم"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر سينسحب بنفس الوقت على الشرق الاوسط، الذي بدوره سيتأثر بهذه الأزمة وسيدفع ثمن البرميل النفطي أضعافاً".

في لبنان، هناك ترقّب لما سيحصل وسط ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع برميل النفط عالميًّا. وفي هذا الاطار يشدد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس، عبر "النشرة"، على أن "ارتفاع سعر المحروقات لبنانيًّا سببه الأوّل تصاعده العالمي، إضافة إلى ارتفاع سعر منصّة صيرفة الذي بلغ 23200 الف ليرة بعد أن كان 22 الف و600 ليرة"، مؤكّداً في هذا المجال أن لا أحد يستطيع تحديد ارتفاع الاسعار في ظل استمرار تذبذب الدولار وانهيار الليرة في السوق السوداء، خاتما بالقول "كلما ارتفع سعر العملة الخضراء وسعر منصّة صيرفة مضافًا عليها النفط، فإن أسعار المحروقات في لبنان ستواصل ارتفاعها".

إذا، بدأ سعر صرف الدولار مقابل الليرة يرتفع اضافة جنون النفط عالمياً، لكن يبقى السؤال "هل تقدم أوروبا على الخطوة "الانتحاريّة" وتوقف الطلب على الغاز والنفط الروسيّين؟! وأين الدولة اللبنانيّة النائمة أساسا على أمجاد انتخابات وشعارات رُفِعت من أجلها، فيما يحتلّ النواب الجدد المجلس النيابي أماكنهم؟! سؤال حق في بلد ضاعت فيه الحقيقة وتبخّرت فيه أمالهم!.