على رغم عزوفه عن الترشّح الى النيابة والنشاط السياسي، شعر رئيس ​تيار المستقبل​ ​سعد الحريري​ انّه معني بالاستحقاق الانتخابي وكأنّه منخرط فيه، بعدما فرض عليه بعض الحلفاء السابقين والرموز "المنشقين" عن تيار "المستقبل" خوض معركة قياس الشعبية والزعامة، ووفق القريبين من الحريري، انتهت الانتخابات الى هزيمة أسماء كانت جزءاً من تيار "المستقبل"، لكنها عندما خرجت منه وعليه لتخوض الاستحقاق الانتخابي، انكشف حجمها الحقيقي، وفق أنصار الحريري الذين يلفتون الى انّه تبيّن انّ معظم أصحاب تلك الأسماء، هم أعجز من ان يفوزوا بمقعد نيابي او ان يصنعوا حالة شعبية، بلا مظلّة سعد ورعايته، "وبالتالي هم خسروا التيار الذي كان رافعة لهم من دون أن يربحوا الانتخابات، في حين انّ هناك شخصيات مستقبلية أخرى حافظت على كرامتها والتزمت قرار الحريري بالانكفاء، مع انّها تملك حيثية وحضوراً"، وفق مقاربة هؤلاء.

واشار القريبون من الحريري، الى انّ الامتحان الحقيقي يبدأ الآن لاختبار صدقية أصحاب الشعارات الرنانة التي رُفعت خلال الحملات الانتخابية، "إذ ماذا سيفعل الفائزون الجدد على أرض الواقع؟ اي بديل او تغيير سيصنعون؟ كيف سيتعاملون مع الاستحقاقات الآتية، من رئاسة مجلس النواب الى تسمية رئيس مكلّف وتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية وغيرها؟ وهل سيستطيعون تجاوز التوازنات الداخلية؟".

ولفت القريبون من رئيس "المستقبل"، الى انّ التنظير من بعيد سهل، "والمحك يكمن في مواجهة الملفات الشائكة التي تنتظر النواب المنتخبين، وإذا كان هناك من استسهل تحويل الحريري شماعة يعلّق عليها إخفاقات عندما كان في السلطة، فإنّ الوضع تبدّل مع ابتعاده، وعلى كل طرف ان يتحمّل مسؤولياته".

عكار

وبدا لافتاً أن نسبة الاقتراع في عكار (48.1%) جاءت شبه مطابقة لانتخابات 2018 (48.26%). إذ حصلت اللائحتان الأساسيتان على 83609 أصوات، فحصدت لائحة "الاعتدال الوطني" 41848 صوتاً، ولائحة "عكار أولاً" 41761 صوتاً، فيما بلغ الحاصل الانتخابي 21 ألفاً. اللافت أكثر أن التصويت السني للائحة ​القوات اللبنانية​ كان في أدنى مستوياته.

إذ حصد الوزير السابق طلال المرعبي 3159 صوتاً والنائب السابق خالد الضاهر 2479، وحصد محمد عجاج 3481 صوتاً... وهي أرقام هزيلة للغاية، خصوصاً بالنسبة للمرعبي والضاهر.

ولفتت الى ان الأرقام العالية التي سجّلها مرشحا وادي خالد محمد يحيى (الأول في عكار بـ 15142 صوتاً) ومحمد سليمان (11340 صوتاً) أعادت التمثيل السياسي إلى المنطقة المنسية والأكثر حرماناً في عكار، حيث يناهز عدد النازحين السوريين عدد السكان الـ 40 ألفاً. وبات للمنطقة للمرة الأولى منذ عام 2000 نائبان يمثلانها ينتميان إلى عشيرتي الغنام (سليمان) والعتيق (يحيى) الأساسيتين في الوادي.