أشار ​السيد علي فضل الله​، الى أن "اللبنانيون استطاعوا إنجاز الاستحقاق الانتخابي من دون أي حوادث تذكر رغم الشحن الطائفي والمذهبي والسياسي، الذي شاب الخطاب الانتخابي وتبادل الاتهامات والتي وصلت إلى حد التخوين، والذي كنا حذرنا منه ومن تداعياته".

ولفت فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة في حارة حريك، الى "اننا نقدر عالياً للبنانيين قدرتهم على تجاوز كل هذا التوتر والتعبير بأصواتهم عن خياراتهم وعن ما يتطلعون إليه، والذي ظهر جلياً فيما أفرزته صناديق الاقتراع".

ودعا فضل الله، اللبنانيين إلى "إزالة أية تداعيات قد يكون أنتجها الخطاب الانتخابي الذي اعتمد مع الأسف إثارة المخاوف والهواجس بين اللبنانيين إلى الحد الذي أظهر أن لا قواسم مشتركة في ما بينهم وأن لا أمل بعودتهم إلى التلاقي، حتى لا تترك آثارها على الوحدة الداخلية التي هم أحوج ما يكونون إليها في هذه المرحلة وفي كل المراحل".

ونوّه فضل الله، بكل "الأصوات والمواقف التي سمعناها بعد الانتخابات والتي طالبت بالكف عن الخطاب التحريضي والدعوة إلى إيقاف الممارسات الاستفزازية التي ظهرت خلال الاحتفاء بنصر هذا الفريق وذاك".

وأكد على "ضرورة إبعاد العنوان الديني أو المذهبي عن أن يكون أداة للتجييش أو للاستفزاز أو للانقسام وإثارة الأحقاد، فالأديان السماوية لم تأت لنسف الجسور بين الناس، بل لمدها فيما بينهم وتعميق اللقاء على القواسم المشتركة، وأن تحكم العلاقة فيما بينهم الأخوة الإيمانية والمشاعر الإنسانية".

ودعا فضل الله، أعضاء المجلس النيابي الجديد إلى أن "يكونوا على مستوى آمال من منحوهم أصواتهم وأودعوهم ثقتهم، بأن يكونوا تعبيراً صادقاً عن معاناتهم وآمالهم وطموحاتهم، إن على صعيد الاستحقاقات التي تداهمهم أو على صعيد التشريعات المنتظرة منهم أو في دورهم الرقابي، وأن يفوا بكل الوعود التي وعدوا بها، أن لا يروها وعوداً انتخابية تنتهي بانتهاء الانتخابات، كما اعتدنا، بل عليهم أن يروها واجباً شرعياً وأخلاقياً لأن توكيلهم كان مشروطاً بها... وهو لن يبقى مستمراً إن لم يفوا بوعودهم ولم يقوموا بالدور المطلوب منهمط.

ورأى أنه "أمام المجلس النيابي الكثير مما عليه القيام به في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد وإنسانه، فليس الوقت وقت تسجيل نقاط أو وقت مناكفات وصراعات أو إثارة عناوين خلافية أو طرح قضايا ليس الآن وقت طرحها، حتى لا يجري نقل الصراع الذي شهدناه طوال المرحلة السابقة إلى داخل المجلس النيابي الجديد".

وأكد أن "اللبنانيين لن يقبلوا مجدداً بالعذر الذي طالما استمعنا إليه من القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي والحكومة، لتبرير تقصيرهم أو عدم القيام بما عليهم من مسؤوليات بأن الآخرين لم يدعونا نقوم بأداء دورنا، فمن الآن من لا يستطيع العمل والإنجاز عليه أن يعيد الوكالة التي أعطيت للشعب الذي منحه إياها حتى لا يلدغ البلد وإنسانه من جحورهم مرة أخرى".

وأشار الى "أننا نأمل من الحكومة التي ستتولى ​تصريف الأعمال​ في المرحلة القادمة عدم الانكفاء والقيام بالدور المطلوب منها في معالجة الأزمات الساخنة التي بدأت تلوح مجدداً والذي نراه الآن على صعيد المحروقات أو الدواء أو الكهرباء أو الخبز والكثير الكثير من ذلك، وأن تُبذل كل الجهود على هذا الصعيد وندعو هنا أن تُسهل لها الطرق القانونية لتتابع هذا الدور إلى حين تأليف حكومة جديدة والتي نخشى أن يطول تأليفها".